طلبت القاضية بالمحكمة الوطنية الإسبانية، ماريا تاردون، من السلطات المغربية التعاون في التحقيقات الجارية بشأن "نفق المخدرات" الذي اكتُشف الأسبوع الماضي في مستودع مهجور بمدينة سبتة، ويمتد إلى الجانب المغربي، وفق ما أفادت به مصادر قضائية لصحيفة إل باييس. وحتى الآن، لم يتمكن الحرس المدني الإسباني سوى من استكشاف 50 مترًا من النفق، وهي المسافة الواقعة داخل الأراضي الإسبانية، فيما تشير التحقيقات إلى استخدامه لنقل كميات كبيرة من الحشيش نحو إسبانيا قبل شحنها عبر العبارات إلى البر الرئيسي. وبعد اكتشافه يوم الأربعاء، قامت السلطات الإسبانية بإغلاق مدخله يوم الخميس، بانتظار استجابة المغرب للطلب القضائي. وفي موازاة ذلك، فتش الدرك الملكي المغربي، يوم الجمعة، منزلًا قريبًا من السياج الحدودي، دون الكشف عن تفاصيل حول صلته المحتملة بالنفق. وتم العثور على الممر السري في مستودع يعود لمصنع رخام مهجور منذ إغلاق الحدود في مارس 2020 بسبب جائحة كوفيد-19. ويقع الموقع في المنطقة الصناعية "إل تاراخال" قرب المعبر الحدودي مع المغرب، حيث اكتشفت قوات الحرس المدني نفقًا مدعمًا بخشب على عمق 12 مترًا، بعرض 40 سنتيمترًا وارتفاع 60 سنتيمترًا، مع توسعات تسمح بالوقوف داخله. وأشارت المصادر إلى أن النفق مزود بنظام إنارة وتم تشييده منذ سنوات بمعدات حفر ثقيلة، مما يجعله مماثلًا للأنفاق المستخدمة من قبل شبكات التهريب في المكسيك. وكانت السلطات الإسبانية تشتبه منذ فترة طويلة في وجود ممر سري مماثل، وزادت الشكوك في ديسمبر 2023 بعد ضبط ثلاث أطنان من الحشيش في شاحنة بميناء سبتة كانت متجهة إلى الجزيرة الخضراء، وهي كمية تفوق بكثير ما يمكن تهريبه عبر المعابر الرسمية أو السياج الحدودي. وتندرج هذه القضية ضمن عملية "هاديس"، التي أطلقتها السلطات الإسبانية لمكافحة شبكات التهريب، وأسفرت مرحلتها الأولى عن اعتقال محمد علي دواس، نائب برلماني عن حزب "حركة الكرامة والمواطنة"، إلى جانب عنصرين من الحرس المدني، في يناير الماضي، بناء على أوامر القاضية تاردون. ومنذ ذلك الحين، توسعت التحقيقات لتشمل مرحلتين إضافيتين، مما أدى إلى اعتقال 14 شخصًا آخرين ومصادرة ستة أطنان من الحشيش. وكشفت المرحلة الثالثة عن وجود النفق. واستبعدت مصادر أمنية فرضية استخدامه في تهريب المهاجرين غير النظاميين، معتبرة أنه كان "أصلًا ثمينًا" لشبكات التهريب، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن النفق ظل سرًا حتى داخل بعض أوساط المنظمة الإجرامية التي كانت تديره.