مكنت أيام الترويج السياحي التي ينظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة ببلدية ( طوريمولينوس ) التابعة لإقليم مالقة ( جنوب إسبانيا ) سكان هذه المدينة والزوار والسياح الذين يفدون إليها من استكشاف الموروث الثقافي والحضاري لمدينة الحسيمة ومعالمها الثقافية والسياحية وكذا عادات وتقاليد أهلها ومنتجاتها في مختلف القطاعات خاصة في مجال الصناعة التقليدية وفنون العيش .وساهمت هذه المبادرة التي نظمت بشراكة وتعاون مع المجلس البلدي ل ( طوريمولينوس ) وافتتحت منذ يوم 11 ماي في تعريف مختلف مرتادي هذا الفضاء بالعادات والتقاليد العريقة لمدينة الحسيمة التي تقع شمال المملكة وأصالة موروثها الثقافي وكذا فضاءاتها ومعالمها التاريخية .وقام وفد إسباني برئاسة عمدة بلدية طوريمولينوس أمس الاثنين بزيارة للفضاء الذي يحتضن هذه التظاهرة من أجل استكشاف مكونات برنامج غني ومتنوع من التظاهرات والأنشطة والمبادرات الثقافية والفنية التي أعدها المكتب الوطني المغربي للسياحة بهدف تعريف سكان وزوار جهة الأندلس التي تعد واحدة من أكثر الجهات الإسبانية التي تقوم ساكنتها بزيارة المغرب بخصوصيات إقليمالحسيمة وتاريخه وعادات وتقاليد أهله وغنى وتنوع موروثه الثقافي والفني .وبساحة ( بلاصا دي إسبانيا ) ) وسط بلدية طوريمولينوس التي يؤمها العديد من السياح والزوار وساكنة المدينة تقدم العشرات من التعاونيات المشاركة في هذه التظاهرة وسط الأروقة والخيام التي نصبت بهذا الفضاء المنتجات المحلية لجهة الحسيمة وما أبدعه الصناع التقليديون ( شيوخ ومعلمين ومعلمات ) من منتجات ومشغولات الحرف التقليدية التي تميز المنطقة في بادرة لتسويق هذه المنتجات وترويجها مع التعريف بمكونات التراث العريق لهذه الجهة .كما تعرض بعض النساء اللواتي قدمن من الحسيمة للزوار ومرتادي هذه الفضاءات منتجات أبدعتها أناملهن في مجالات الأزياء والتطريز والنسيج التقليدي والرسم على الزجاج وكذا بعض المشغولات اليدوية الأخرى كالزرابي وبعض الألبسة وغيرها .وقال عز الدين بيجو المسؤول عن المكتب الوطني المغربي للسياحة بمنطقة ( طوريمولينوس ) إن هذه المبادرة التي تسمتر إلى غاية 16 ماي الجاري تروم تقديم جهة الحسيمة كوجهة سياحية مفضلة شمال المغرب وترويج منتجاتها في مجالات الصناعة التقليدية وفن العيش والسياحة إلى جانب إبراز ثرائها وتنوع موروثها الثقافي والحضاري وثمين فضاءاتها الطبيعية ومساراتها السياحية وتقريبها من سكان وزوار ومرتادي جهة الأندلس .وأضاف عز الدين بيجو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن جهة الحسيمة معروفة بما راكمته من تجارب ونماذج في قطاع الصناعة التقليدية والحرف اليدوية مؤكدا أن هذا الحدث الثقافي والفني يهدف إلى إبراز وتثمين الإمكانيات والمؤهلات التي يتوفر عليها الإقليم كمنتجع سياحي شاطئي وجبلي يتميز بتنوع فضاءاته الطبيعية كما يتوفر على منتزه الحسيمة الطبيعي الذي يعد أهم محمية على الساحل المتوسطي .ومن جهته أكد عبد المالك حمدي عضو المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة أن مدينة الحسيمة بدأت منذ عام 2006 تعيش طفرتها السياحية من خلال مجموعة من المشاريع والمبادرات التي استهدفت الرفع من الطاقة الإيوائية لوحداتها الفندقية ومنشآتها السياحية حيث أصبحت تتوفر على 18 وحدة فندقية مصنفة بالإضافة إلى الإقامات السياحية والمؤسسات والمراكز والدور الموجهة لاستقطاب السياح مشيرا إلى أنه سيتم ابتداء من عام 2019 دعم وتعزيز الطاقة الإيوائية للمدينة من خلال تدشين مركب سياحي جديد يتوفر على 1000 سرير بشاطئ ( الصفيحة ) وهو المشروع الذي من شأنه أن يعطي دفعة قوية للقطاع السياحي بالجهة .وأشار إلى أن الهدف الذي يسعى المشرفون على القطاع السياحي إلى تحقيقه هو البلوغ إلى طاقة إيوائية تقدر ب 5000 سرير في أفق 2020 مما سيساعد الفاعلين والمهنيين وأرباب وكالات الأسفار على تسويق هذه الوجهة السياحية وتشجيع السياح على زيارتها مؤكدا أن هذه التظاهرة مكنت من التعريف بجهة الحسيمة كوجهة سياحية لدى ساكنة جهة الأندلس وكذا لدى أفراد الجالية المغربية المقيمين بالمنطقة الذي استكشفوا ما تزخر به من إمكانيات ومؤهلات .وحسب مصادر من المجلس الجهوي للسياحة فإن هذه الهيئة تعمل في إطار جهودها لتنويع العرض السياحي للإقليم واستقطاب سياح جدد على تحسين الولوج إلى الجهة من خلال تنظيم العديد من اللقاءات والاجتماعات مع ممثلي الشركات المتخصصة في النقل البحري بجهة الأندلس بهدف الرفع من عدد الرحلات البحرية التي تربط ميناء ( موتريل ) بإقليمغرناطة بميناء الحسيمة إلى رحلتين أسبوعيا عوض رحلة واحدة حاليا كما تجري مفاوضات من أجل فتح خط جوي جديد بين مطار مالقة ومطار الناظور .