شكلت السهرة الكبرى لمهرجان “موازييك المضيق”، مساء السبت، فرصة لزوار وسكان هذه المدينة المتوسطية للتعرف على طبق متنوع وغني من فولكلور عدة بلدان إفريقية وأوروبية.فعلى مدى عدة ساعات، حج إلى قاعة مسرح “للا عائشة” المئات من المتفرجين الذين سافروا عبر بساط الموسيقى والرقص للاطلاع على الخصائص الفنية والتراثية للفنون الشعبية لكل من إسبانيا وبلغاريا وغينيا بيساو، قبل الرجوع للنهل من التراث الوطني، من خلال عرض فني لموسيقى الطقطوقة الجبلية.وأبرز عامل عمالة المضيقالفنيدق، حسن بويا، في كلمة بالمناسبة، أن “مهرجان موزاييك المضيق سيضع اللبنة الأولى في جدار الثقافة والفنون، جدار موشى بلمحة من فسيفساء دولي، تتناغم فيها روح الإبداع بالحس الإنساني الرفيع، الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية في وجه صناعة الفرجة وتجسيد الشعور بوحدة الشعوب التواقة للسلم والأمان والطمأنينة والسلام”.وقال إننا “نريد مهرجانا يخلق تقليدا ثقافيا وفنيا يستجمع مختلف الأشكال الإبداعية للاحتفاء بالإنسان، ويعزز فرص الارتقاء بالمجال، مهرجان نتوق فيه لإرساء محطة سياحية خارج الموسم السياحي الصيفي للمساهمة في التنمية السوسيو اقتصادية”، موضحا أن السلطات شرعت في “تكريس هذا التوجه بإحداث المجلس الإقليمي للسياحة، بتعاون مع المندوبية الجهوية للسياحة، حيث سيشكل فضاء للنقاش وتعزيز منجزات القطاع، ووضع إستراتيجية محلية تجتمع فيها طموحات كافة الفاعلين للترويج للمنطقة كوجهة سياحية بامتياز”.وأكد بويا أن الرعاية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ساهمت في استقطاب استثمارات كبيرة جعلت المنطقة محجا لكل الزوار من داخل المغرب وخارجه، مشيرا إلى المكاسب التنموية المحققة والتي ستتعزز بالبنيات التحتية الجاري تشييدها بعدد من المراكز الصاعدة بالإقليم، كما هو شأن منطقة بليونش.من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، محمد البرقوقي، أن مدينة المضيق والحواضر المجاورة تعيش على إيقاع المهرجان الدولي “موزاييك المضيق” الذي اختير له في دورته الأولى شعار “المضيق ملتقى الثقافات”، موضحها أن هذه التظاهرة الفنية، المنظمة بالموازاة مع المنتدى الدولي للمدن العتيقة والتراث الإنساني، تهدف إلى توطين ملتقى فني وثقافي حامل لقيم الانفتاح والتفاعل والتلاقح الثقافي.في السياق ذاته، أضاف، في تصريح صحفي، أن المهرجان سيمكن من جهة أخرى من التعريف بالخصائص الفنية والثقافية الغنية والمتنوعة للمنطقة بغية خلق مناخ يسمح بتعزيز التلاقح الثقافي وإبراز التراث المحلي الغني خدمة للبعد السياحي التنموي، مبرزا أن الغاية تكمن في استغلال الرأسمال اللامادي للمنطقة للارتقاء بعجلة التنمية المحلية وتسويق المجال سياحيا.وأشارت مديرة إحدى الفرق المشاركة القادمة من إسبانيا أن مهرجان موازييك المضيق يشكل مناسبة لتقاسم لحظات من الغناء والإبداع والبهجة مع الجمهور، موضحة أن الموسيقى والرقص، وعموما الفن باعتباره لغة كونية، من شأنه بناء جسور الحوار بين المغرب والبلدان الأوروبية.