أو الحديقة الخلفية لحاضرة “بني مكادة الكبرى”.. تناديني. وعلى الطرف الآخر من خط الحبجميل الذكر، صديق الطفول والشباب وباقي الأيام، العزيز حفيظ شنكاو الذي لا تردله دعوة، ولا تُخلف مواعيده. الوقت زوال والطريق دائرية وأشياء كثيرة تدور في الرأس، تنبش في رمل الذاكرة البلوري. “العوامة “! طريقنا الربيعي، ونحن براء من صخب المدينة الكبيرة، إلى منتزه “سيدي حساين” وسوق “أربعاء عين دالية” الأسبوعي… تين وزيتون وسمن وعسل وبيض وزبدة وشواء وكل ما تجود به أرضنا المباركة. وحب وسكينة وكنوز القناعة التي لا تفنى. “العوامة “! طريقنا الزراعي إلى حضرة للافطوم “الوقَّاعة” رضي الله عنها؛ لسان الحرير الذي يجوب أركان العين فيبقيها سليمة من كل المنغصات وعوالق الغبار المتطاير وشظف الحياة… “العوامة “! طريقنا القبلي، نحن أهل بني مكادة القديمة، إلى بيت الحمامي الأب الله يجدد عليه الرحمات، الرجل الذي قال للقايد، ذات دورة استثنائية لمجلس الجماعة: أنا أقرر وأنت تنفذ. فما كان لصاحب السلطة إلا أن لجم لسانه وخفض من نبرة صوته تجنباً لغضبة أهل الفحص، أهلنا.. وفي غفلة منا، وفي سياق الزحف العمراني الكاسح الذي اجتاح مدينة الشموس، لم نعد نميز بين الجهات الأربع في بني مكادة العامرة. وأدركت فيما بعد، لمحاسن الإدراك، أن الحمامي الإبن ( ننادي بعضنا البعض “العائلة”) أنشأ مؤسسة تعليمية كبيرة أطلق عليها اسم: معهد المدارك. وعينفيها صديقنا المشترك حفيظ منسقاً تربوياً، وهو أهل وزيادة لهذه المهمة. الفصل ربيع. والدنيا شعر. والحضور براعم في مقتبل الزهور. وليس من النوستالجيا أن تحضر بني مكادة المجيدة، في استرجاع لزمن جميل مضى، ولم يحضر الشاعر والاعلامي اللامع سعيد كوبريت، والفنان المثابر سعيد الزميت والشاعر الطويل قامة وإبداعاً أحمد الحريشي والمخرج الفني الوديع المتميز أنوار المير والشاعر الهادئ سعيد الجابري.. إنها لحظة وفاء بطعم الشعر لمنطقة منحتنا أسباب الحب، أخذاً وعطاءً. ويسر الداعي لكم بالخير أن يكرَّم في منطقة تجري في عروقه مجرى دم الحياة. ومحبة خالصة على حسن الاستقبال والضيافة: الأستاذ خالد المدير التربوي، وصديقي الأستاذ جمال اللوه. والطاقم التربوي والاداري للمؤسسة وكافة التلميذات والتلاميذ. – نلتقي!