رسمت الناشطة الاسبانية في مجال الهجرة، هبلينا مالينو، صورة سوداوية عن ظروف العمل الحقوقي في المغرب، لا سيما فيما يتعلق بالدفاع عن المهاجرين، في ظل تنامي ثقافة العنصرية، على حد تعبيرها. وأوضحت مالينو، من خلال لقاء تلفزي بثته قناة "لا سيستا" الاسبانية، إن هناك تناميا كبيرا لمشاعر العنصرية اتجاه المهاجرين في المغرب، حيث يتعرض الكثير من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء إلى سوء معاملة وسلوكات عنصرية متكررة. وأضافت الناشطة الاسبانية، أنها شخصيا تعرضت لاعتداء كاد يودي بحياتها خلال مرافقتها لمهاجرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، تزامنا مع نشوب أعمال عنف ربطتها بتزايد مظاهر العنصرية إزاء المهاجرين، سنة 2014. وتعتبر الناشطة هيلينا مالينو وهي المسؤولة بمنظمة "كاميناندو فرونتيراس"، المقيمة في مدينة طنجة منذ 15 سنة، من أبرز النشطاء الحقوقيين الاسبان في مجال الهجرة، غير أنها تواجه تهما تتعلق ب"تهريب البشر"، وتنتظر كلمة القضاء بعد سلسلة جلسات استماع خضعت لها من طرف قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في طنجة. ومنذ 2007، تضطلع هذه الناشطة بدور الوسيط لعائلات المهاجرين للاستعلام عن مصيرهم لدى السلطات الاسبانية بعد اجتياز المضيق. وشيئا فشيئا، انتشر رقم هاتفها ورقم هاتف فريق "كاميناندو فرونتيراس". وبات مهاجرون سريون يتصلون بها من الصحراء او من زوارقهم ليحددوا لها اماكن وجودهم التقريبية. وبدورها تنقل هذه المعلومات الى السلطات لإتاحة انقاذهم. وتتحدث هيلينا مارينو ايضا بصفتها خبيرة في شؤون الهجرات خلال ندوات دولية وتحظى منشوراتها بتقدير أقرانها، كما يقول عالم الاجتماع الفرنسي والخبير بالهجرات اوليفييه بيرو. وتدافع منظمتها غير الحكومية ايضا عن قضيتهم امام القضاء كما حصل في حالة مأساة تاراخال عندما غرق 15 مهاجرا في السادس من فبراير 2014، وتعرضوا كما تقول كاميناندو فرونتيراس للرصاص المطاطي من الحرس الوطني الاسباني. ولعب اطلاق النار عليهم دورا في موتهم قبالة سواحل سبتة الخاضعة للادارة الاسبانية.