عاش فضاء قصر البلدية في مدينة طنجة، اليوم الأربعاء، فوضى عارمة بكل المقاييس، أرغمت العمدة محمد البشير العبدلاوي على رفع أشغال جلسة الدورة العادية لشهر فبراير، من أجل إخلاء قاعة الاجتماعات من عشرات المواطنين الذين نفذوا إنزالا كبيرا للاحتجاج ضد إقصائهم من الاستفادة من محلات أسواق القرب. ونفذ عمدة طنجة، تهديده بتعليق أشغال الدورةوعقد جلسة مغلقة، بعدما تصاعدت احتجاجات هؤلاء الباعة الذين حجوا بالعشرات إلى مقر المجلس الجماعي، على نحو صار من المستحيل مواصلة النقاش بين الأعضاء بشأن النقاط المدرجة في الدورة، وعلى رأسها النقطة المتعلقة باسواق القرب. وكانت تصريحات أدلى بها العمدة محمد البشير العبدلاوي، خلال الدورة، وقال فيها بأن هناك "جهود عظيمة وغير مسبوقة بذلت في ملف أسواق القرب"، هي التي أججت غضب المحتجين الذين شرعوا في رفع شعارات أخذت شكل فوضى عارمة، تجلت من خلال الصراخ والعويل الذي أحال مقر المجلس الجماعي "أسوء من السوق"، كما وصفه أكثر من متتبع. ولم تفلح محاولات العبدلاوي في إخماد الغضب العارم للمحتجين، من قبيل تعبيره عن تفهمه لهذا الاحتجاج، حين وصفه بأنه "طبيعي"، لأن هناك من استفاد وهناك من لم يستفد، على حد قوله، مما دفعه في الأخير إلى إعلان تعليق الجلسة من أجل إخلاء القاعة. ووجد المسؤولون الجماعيون، صعوبة كبيرة في لم شمل أعضاء المجلس مجددا في دورة مغلقة أمام لعموم، مع استثاء الصحفيين، بسبب استمرار الاحتجاجات في باحة الطابق السابع للقصر البلدي، كال خلالها المحتجون، اتهمامات للمنتخبين والسلطات بالزبونية والمحسوبية، في عمليات توزيع المحلات التجارية. هذا، وقد صادق أعضاء المجلس، على النقطة المتعلقة ب "وضعية الأسواق الجماعية وأسواق القرب: الإحداث والإغلاق والتسمية"، التي حملت مقررات أهمها إغلاق سوقي بئر الشفاء والوردة، إحداث سوق كورزيانة مع تسميته "بالمركب التجاري كورزيانة". وقيام الجماعة بدورها الكامل في إعادة هيكلة الأسواق المتبقية، و إشراك لجنة المرافق العمومية والخدمات في السياسة المعتمدة مستقبلاً من طرف الجماعة في هذا الموضوع.