يعتبر صلاح عبد السلام، مرتكب الجنح الصغير الذي اصبح متنقا للفكر المتطرف في حي مولنبيك في بلجيكا، العضو الوحيد على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت اعتداءات 13 نونبر في باريس، لكنه يصر على التزام الصمت ورفض التعاون مع المحققين. فاللص الصغير الذي عرف عنه حبه لتناول الكحول واللهو بات اليوم مشتبها في لعبه دورا مركزيا في التحضير للاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ فرنسا والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا واصابة المئات. ومن أبرز مساهماته تدبير السيارات والمخابئ وتنظيم تنقل أعضاء في الخلية الجهادية عبر اوروبا. كما كان مساء 13 نونبر 2015 يرتدي حزاما مفخخا لم ينفجر لأسباب ما زالت غامضة. وأكد في رسالة نسبت إليه عثر عليها المحققون انه كان يريد "الانضمام الى سائر إخواني" والموت "شهيدا" لكن عطلا ما طرأ على حزامه الناسف. وسط انطلاق مطاردته بعيد اعتداءات باريس وسان دوني في شمال العاصمة، ظل عبد السلام هاربا أربعة أشهر رغم إعلانه مطلوبا خطرا ونشر صوره بشكل متواصل في سائر أنحاء اوروبا. لكن مطاردته انتهت في 18 مارس 2016، وأوقف في حي "كاتر فان" في منطقة مولنبيك في العاصمة البلجيكية، بعد ثلاثة أيام على تبادل اطلاق نار مع الشرطة في بروكسل يشكل دافع محاكمته في بلجيكا اعتبارا من اليوم الاثنين. ووجهت إلى الرجل في فرنسا التهمة باعتداءات ارهابية، وبات السجين الأكثر خضوعا للمراقبة في فرنسا، وأودع سجن فلوري ميروجي الى جنوبباريس. أثناء محاكمته في بلجيكا، سيودع عبد السلام مؤقتا سجن فاندان لو فياي في شمال فرنسا الذي شكل مؤخرا مركز تعبئة وطنية لحراس السجون بعد تعرض حارس لاعتداء. لم يخلف الفرنسي البالغ 28 عاما من أصل مغربي في حي مولنبيك صورة جهادي ناشئ، وكذلك شقيقه ابراهيم الذي كان أحد انتحاريي اعتداءات 13 نونبر. وأفاد جمال صديق الشقيقين انهما من محبي كرة القدم ويهويان ارتياد الملاهي الليلية، فيما قال يوسف احد معارفهما انهما "شغوفان بشرب الكحول والتدخين، وليسا متشددين". ففي العام 2013 فتح ابراهيم وصلاح حانة باسم "لي بيغين"، وروى أحد مرتاديها السابقين انه كان يمكن الاستماع إلى "خطابات ل(تنظيم) الدولة الاسلامية" هناك وكذلك تدخين لفافات الحشيشة. في تناقض آخر اجتمع فيه، شغف صلاح عبد السلام بشرب الكحول وارتياد الكازينو، لكنه كشف عن نوايا بالمغادرة إلى سوريا، لا سيما في أواخر 2014. وأكد محاميه البلجيكي سفين ماري في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون في أبريل 2016 "إنه وغد صغير من مولنبيك من أصحاب الجرائم الصغرى وهو تابع أكثر مما هو قائد. يتسم بفراغ بلا قاع". اختلط صلاح عبد السلام في حيه بعبد الحميد أباعود المتهم بتنظيم اعتداءات باريس الذي قتل أثناء مداهمة للشرطة الفرنسية قرب العاصمة في 18 نونبر 2015. وأفاد مقربون ان هذين "المنحرفين الصغيرين...تورطا في مشاكل كثيرة" و"لم يفترقا في اي وقت". في اواخر 2010 تم توقيفهما احترازيا على خلفية سرقات عادت عليهما بالادانة وعقوبة السجن عاما مع وقف التنفيذ في شباط/فبراير 2011. اثناء استجواب في 2015 بعد تفكيك خلية فيرفييه (شرق) الجهادية في بلجيكا، اعتبر عبد السلام أباعود "شابا حسنا"، فيما بدا جليا ان صديقه الذي غادر إلى سوريا في مطلع 2013 أصبح شخصية مهمة في تراتبية تنظيم الدولة الاسلامية. في 2015 تكثفت رحلات عبد السلام عبر اوروبا، إلى اليونان في مطلع غشت ثم النمسا والمجر التي عبرتها حشود اللاجئين الفارين من سوريا. أخضع المتهم منذ توجيه التهمة إليه في فرنسا للاستجواب خمس مرات ورفض بشكل ممنهج في كل منها الرد على أسئلة قاضي التحقيق. ويعود استدعاؤه الأخير إلى منتصف نونبر وكان بعد توقيفه حاول التقليل من أهمية دوره مؤكدا أنه أراد "تفجير نفسه في ملعب ستاد دو فرانس" ثم "عاد عن ذلك" بحسب ما أكد مدعي عام باريس فرنسوا مولانس.