يبدأ القضاة الفرنسيون المختصون بمكافحة الارهاب، اليوم الجمعة 20 ماي 2016، أول جلسة استجواب لصلاح عبد السلام، العضو في الخلية المسلحة المسؤولة عن مقتل 130 شخصا في سلسلة هجمات وقعت في باريس في نونبر الماضي 2015. ووصل المتهم البالغ من العمر 26 عاما في ساعة مبكرة الجمعة للاستجواب في وسط باريس، تحت حراسة أمنية مشددة وبمواكبة من الشرطة العسكرية ووحدات النخبة في الشرطة ومروحية. وتأمل السلطات أن يكشف عبد السلام تفاصيل عملية الاعتداءات، وأن يقدم معلومات عما إذا كان هناك أعضاء آخرون في الخلية متوارين. وكان عبد السلام، اكثر المطلوبين الفارين في أوروبا، حتى اعتقاله في 18 مارس 2016 في حي مولنبيك في بروكسل حيث نشأ. ونقل إلى فرنسا تحت حراسة أمنية مشددة في 27 أبريل واعتقل في سجن فلوري-ميروجي جنوب شرق باريس. دور رئيسي ويعتقد أن عبد السلام، وهو صديق الطفولة للمشتبه به عبد الحميد اباعود، لعب دورا رئيسيا ليلة تنفيذ اعتداءات باريس في 13 نونبر، وفي الإعداد لها. واعتقل شخصان آخران في فرنسا على علاقة بالاعتداءات التي نفذها تنظيم الدولة (داعش)، لكنهما يعتبران مشاركان ثانويان. ولعب عبد السلام دورا رئيسيا، حيث نقل الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا انفسهم امام ستاد دو فرانس بشمال باريس. ويعتقد أنه عدل عن تفجير نفسه. وعثرت السلطات على سترة محشوة بالمتفجرات في ضاحية بجنوبباريس على مقربة من المكان الذي حددت فيه بيانات هاتفية مكانه ليلة الاعتداءات. وظهر على كاميرات مراقبة في محطات وقود وهو في حالة فرار إلى بلجيكا بعد أن حضر صديقان له لنقله. ولعب أيضا دورا حاسما في التحضير للاعتداءات، حيث استأجر سيارات ومخابئ للمجموعة. كما نقل العديد من المسلحين في أنحاء أوروبا في الاشهر التي سبقت الاعتداءات، ومنهم نجيم العشراوي، الذي يعتقد انه أعد المتفجرات المستخدمة في اعتداءات نونبر، واحد انتحاريي بروكسل في 22 مارس الماضي (2016). وقتل في الهجمات المنسقة التي استهدفت أيضا محطة مترو في بروكسل في ذلك اليوم، 32 شخصا. آمال محدودة وتأمل الشرطة الفرنسية أن يلقي عبد السلام الضوء على الصلة بين هجمات باريسوبروكسل، والتي أعلنت شبكة مرتبطة بتنظيم الدولة (داعش) المسؤولية عندها. وقال محاميه الفرنسي فرانك بيرتون ل«وكالة فرانس برس» إن عبد السلام "يريد أن يوضح نفسه". غير أن قليلين يتوقعون الكشف عن معلومات رئيسية. وقال جيرار شيملا، محامي نحو 50 من ضحايا اعتداءات باريس وأسرهم إن "المحققين ليس لديهم موقوف سواه. يمكنه المساعدة إذا ما تعاون، إما بتأكيد عناصر التحقيق، أو تقديم معلومات جديدة". وأضاف "غير أنه يتعين علينا ألا نتمسك بكل كلمة يقولها وننتظر أي معلومات مثيرة"، مشيرا إلى أن الشرطة قامت بعمل كبير في تفكيك الشبكة. وقال المحامي، جان راينهارت، الذي يمثل عددا آخر من الضحايا: "عادة ما تتضمن جلسات الاستجواب الأولى الإنكار. ربما عليا أن نسمح للعملية أن تتكشف لبعض الوقت". وقال راينهارت إنه لا يتوقع ندما أو أي "صدق كبير" من المشتبه به. أما سفين ماري، محامي عبد السلام قبل تسليمه من بروكسل، فوصفه "بالمغفل" وشبه "ذكاءه كمرمدة سجائر فارغة". كما وصف المحامي ماري عبد السلام بأنه "من الأتباع أكثر منه قياديا" رغم أن البعض يقولون إنه ربما يراوغ لتخفيف مسؤوليته. وفي جلستي استجوابه في بلجيكا، أعطى عبد السلام الانطباع بأنه لم يكن سوى أداة بيد اباعود وشقيقه ابراهيم، الذي فجر نفسه امام مقهى باريسي في اعتداءات نونبر. غير أنه أوقع نفسه عندما قال إنه لم يلتق اباعود سوى مرة، في حين أن للاثنين سجلا من الجنح من فترة المراهقة في مولنبيك.