لم يكن ل"م-ز" – اسم مستعار- ذو ال 21 عاما، ليخطر على باله أن تكون الطفلة "بديعة" ذات التسع سنوات، آخر ضحاياه من القاصرات قبل سقوطه في يد الأمن. فما أن انتهى هذا المجرم من تنفيذ اعتدائه على هذه الطفلة البريئة حتى لاذ بالفرار كعادته، إلا انه هذه المرة لم ينتبه إلى هاتفه النقال الذي سقط منه في مسرح الجريمة ليكون بمثابة رأس خيط لشرطة المصلحة الولائية بمدينة تطوان للوصول إليه ووضع حد لجرائمه. هذا الخطأ الجسيم كما وصفته الجهة الامنية التي أوقعت بالمجرم، أمكن العناصر الباحثة في القضية من جمع معلومات لتحديد هوية الجاني مما مكن من رصده وإيقافه يوم الإثنين الماضي 26 دجنبر، بعد أن نفذ 17 عشر جريمة اغتصاب وسرقة من بين ضحاياه سيدة في السبعين من عمرها، والباقي هن فتيات قاصرات دون سن الثانية عشر، حيث كان يترصدهن لتنفيذ فعله الجرمي في غياب الأهل. وقد جاءت عملية الإيقاع بالجاني، المصادر الأمنية، من خلال كمين بعد تشخيص هويته، حيث تم وضع دورية أمنية ثابتة على منزله الكائن بحي الصومالبالمدينة، إضافة إلى دوريات اخرى بمختلف الأماكن التي يختمل تواجده فيها، إلى أن تم استدراجه من طرف عناصر الفرقة الأمنية إلى وسط المدينة حيث تم اعتقاله ونقله إلى مقر الكوميسارية. ولم يجد المعني بدا من الإعتراف بالمنسوب إليه، خصوصا مع شهادات الضحايا الذين سبقوا ان تقدموا بعدة شكايات في حقه، حيث استطاعوا التعرف عليه بكل سهولة. وهي كلها معطيات ستستثمرها المصلحة الامنية في تحقيقها معه إلى حين تقديمه إلى النيابة العامة بتطوان.