(1) من أبرز المرافق الجماعية التي يمكن قياس مستوى التنمية في المدينة ، انها المحطة الطرقية، باتت المحطة الطرقية بطنجة الكبرى ومحيطها مصدر قلق حقيقي للمواطنين والتجار والساكنة المجاورة ، حيث أصبحت حاضنة لكل مظاهر الانحراف والفساد والانفلات الأمني والريع والتهريب . كيف يعقل أن تتحول واجهة مدينة سياحة كعاصمة البوغاز التي تعتبر من أهم مناطق العبور وطنيا ودوليا إلى مشتل للريع والانحراف الأخلاقي والتلوث؟ إن حساسية هذا المرفق بطنجة الكبرى تقتضي كما هو الحال بالنسبة للموانئ والمطار جودة عالية على جميع المستويات بمقاربة شمولية من بنى تحتية ومرافق صحية ونظافة و أمن وإدارة الكترونية وفق دفتر تحملات واضح يحرص على مصلحة المهنيين والمسافرين وان تكون جميع الخدمات المقدمة تخضع لمبدأ الحكامة والشفافية . إن واقع المحطة الطرقية بطنجة ألان ومحيطها هو صورة كربونية لمجموعة من المحطات الطرقية التي تنتشر بالمدن المغربية حيث منطق العنف والإستقواء وترهيب المرتفقين والتحايل على القانون وانتشار الفساد والريع والتهريب والتهرب الجبائي وانتشار الباعة المتجولين والروائح الكريهة مع غياب النظافة بشكل مطلق والمرافق الصحية والأمن ، محطات تخضع لقانون الغاب سيده هو الكورتي والشناقة والمتشردون. بفضل مشروع طنجة الكبرى سيتم تنقيل المحطة الطرقية خارج المدينة بحومة الحراريين ، ذلك هو الخلاص وحال لسان المجلس . يبقى السؤال اية استراتيجية لذى المجلس لتسير وتدبير المرفق الجديد ؟؟؟بأي طريقة سيتم تدبير المحطة الجديدة في ظل الأزمة المالية وأزمة التدبير شأن المدينة ؟؟؟ هل سيتخلى المجلس عن التدبير المباشرللمحطة الطرقية الجديدة ؟؟ بما ان التعتيم أصبح سنة مؤكدة في التدبير اليومي للمدينة فقد ارتفعت اصوات متعددة تدق ناقوس الخطر، حول لا مبالاة وعدم الاهتمام وغظ الطرف عن واقع هذا المرفق الجماعي فعدم التعويل على المجلس اصبح من المسلمات بالمدينة بدعوى انشغاله بالأزمة المالية واهتماماته بالأنشطة الجمعوية من جهة ومن جهة اخرى ضعف المكتب المسير في مواجهة القضايا الكبرى والمرافق الجماعية التي تتميز بتعدد المتدخلين كالمحطة الطرقية . إن المجلس الجماعي قد أدار ظهره لكل المشاكل التي تعرفها المدينة وما واقع المحطة الطرقية إلا خير دليل على ذلك ، فلا بد من توفير خطة عمل للمرحلة الانتقالية اساسها توفير الوجود الامني الكافي والتصدي للظواهر المنحرفة وهيمنة الكورتيات وحماية حقوق المسافرين ......لا يمكن تاجيل هذه المشاكل وغض الطرف عن معانات المواطنين بالمحطة والمراهنة على المرحلة المقبلة المتعلقة بتنقيل المحطة في أجل غير معلوم والاستسلام لأمر الواقع ، لابد من استحضار الرهانات الكبرى التي هي على عاتق مشروع برنامج طنجة الكبرى . لتوضيح الرؤية ورفع اللبس نتمنى من المجلس الموقر تنظيم لقاء او يوم دراسي تشاوري لإيجاد حلول ناجحة للمشاكل والاكراهات التي يواجهها تدبير وتسيير هذا المرفق الحيوي من خلال تقديم تصورات ومقترحات كفيلة لتحقيق تسيير محكم وتدبير عصري معقلن تأخد بعين الاعتبار إشراك كافة الفاعلين في هذا المجال وكل الجهات المتدخلة في هذا اللمرفق الجماعي الى جانب الفعاليات المدنية والحقوقية لان طنجة تستحق الافضل . *حقوقي وفاعل جمعوي متتبع للشأن المحلي ينشر بالاتفاق مع أسبوعية "لاكرونيك"