سجلت منظمة "أطباء بلا حدود" الإغاثية مقتل أكثر من 6.7 ألف من مسلمي الروهينغا خلال الشهر الأول من حملة أمنية شنها جيش ميانمار في ولاية راخين شمال البلاد. وأوضحت المنظمة في تقرير صدر عنها اليوم الخميس أن هؤلاء الضحايا، بينهم 730 طفلا على الأقل تحت سن الخامسة، لقوا مصرعهم رميا بالرصاص وحرقا وحتى تعرضوا للضرب حتى الموت، مؤكدة أن مسلمي الروهينغا تم استهدافهم بشكل مباشر. وتعتبر هذه الأرقام الصادمة التي نشرتها المنظمة اليوم الخميس "تقديرات متحفظة"، غير أنها تتجاوز بكثير حصيلة القتلى الرسمية الصادرة عن حكومة ميانمار، أي 400 قتيل فقط. وأعلنت المنظمة أن موظفيها أجروا في بداية الشهر الماضي ست دراسات إحصائية للوفيات بأثر رجعي، في مخيمات للروهينغا بمنطقة بازار كوكس في بنغلاديش قرب الحدود مع ميانمار، وشملت هذه الدراسات أكثر من 600 ألف شخص، لجأ 500 ألف منهم بعد انطلاق حملة أمنية شمال ميانمار في 25 آب/أغسطس المنصرم. ورجح المدير الطبي في "أطباء بلا حدود" سيدني وونغ أن الحصيلة النهائية للقتلى أكثر مما صدر اليوم، موضحا أن هذه الإحصاءات لم تشمل جميع مخيمات الروهينغا في بنغلاديش وكذلك العوائل التي لم تتمكن من مغادرة ميانمار. وذكر المسؤول أن 69% من هؤلاء القتلى قتلوا بالرصاص، بينما تم إحراق وضرب الآخرين حتى الموت، مؤكدا أن منظمته استلمت تقارير تتحدث عن العوائل التي قُتلت بالكامل نتيجة لحبس أفرادها داخل منازلهم ثم جرى إضرام النار عليها. وقال وونغ: "لقد التقينا وتحدثنا مع الناجين من العنف في ميانمار، ممن يقيمون حاليا في مخيمات مكتظة وغير نظيفة في بنغلاديش، وما وجدناه كان صاعقا، سواء من حيث عدد الناس الذين أبلغوا عن وفاة أحد أفراد عائلتهم بسبب العنف الدائر، أو من حيث طرق القتل أو الإيذاء المرعبة التي استخدمت، ويتزامن تزايد حالات الوفاة مع بدء "عمليات التطهير" الأخيرة من قبل قوات الأمن في ميانمار في الأسبوع الأخير من شهر آب/أغسطس". وحذر المسؤول من أن مسلمي الروهينغا الفارين إلى بنغلاديش لا يزالون يبلغون عن تعرضهم للعنف في الأسابيع الأخيرة، لأن عددا قليلا من المنظمات الإغاثية المستقلة مسموح لها بدخول مقاطعة مونغداو في ولاية راخين، ولا يزال مصير المسلمين المقيمين هناك مجهولا. وذكر وونغ أن توقيع الاتفاقية بين حكومتي ميانمار وبنغلاديش بشأن الروهينغا سابق لأوانه، مشددا على ضرورة عدم إجبار المسلمين الفارين على العودة وضمان أمنهم وحقوقهم قبل وضع خطط لإعادتهم. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 647 ألفا من مسلمي الروهينغا فروا إلى بنغلاديش المجاورة، حسب إحصاءات "أطباء بلا حدود، منذ أن شن الجيش الميانماري حملة أمنية في ولاية راخين، وذلك ردا على سلسلة هجمات على مواقع لقوات الأمن نفذها مسلحو تنظيم "جيش إنقاذ الروهينغا".