شدد رئيس "رابطة التعليم الخاص بالمغرب" عبد الهادي زويتن، على ضرورة انخراط القطاع في التنمية الشاملة التي تعرفها جهة العيون الساقية الحمراء، من خلال التعاون والتنسيق مع جميع الفاعلين والمسؤولين والمنتخبين الذين يدبرون الشؤون التربوية والاقتصادية والاجتماعية بالجهة. جاء ذلك في افتتاح الملتقى الجهوي الذي نظمته الرابطة وفرعها بالعيون، نهاية الاسبوع بحاضرة الساقية الحمراء، تحت شعار "التعليم الخصوصي رافعة اساسية لتعزيز الجهوية المتقدمة". وأوضح زويتن أن اختيار مدينة العيون لعقد هذا الملتقى الذي حضرته جميع فروع الرابطة من مختلف جهات المملكة، "جاء ليعبر على ان الاقاليم الجنوبية حاضرة في وجداننا وفي قلوبنا وفي ضمائرنا، وهي قضية مقدسة لدينا ومن الواجب علينا الانخراط في التعريف بها والدفاع عنها، وتنزيل مقتضياتها في برامجنا والالتفاف وراء صاحب الجلالة وهو يخوض معركة قوية ستكلل بالنجاح بعون الله". وأضاف قائلا: هدفنا من هذا الملتقى كذاك توجيه رسائل للمؤسسات الخصوصية التي تنضوي تحت الرابطة الى ضرورة الانخراط في الرفع وتجويد العملية التربوية التعليمية داخل الجهة، وضرورة الانفتاح على المؤسسات العمومية والخصوصية ككل، كي يتسنى لها تقديم نموذج المدرسة المغربية الرائدة والناجحة. وأوضح أن الرابطة تنادي دائما بضرورة وحدة المدرسة المغربية، وألا يبقى هناك تصنيف ؛ هذه عمومية وهذه خصوصية. ليضيف "نحن نتحدث عن الطفل المغربي والانسان المغربي، لاننا معنيون عن تاهيله وتاطيره وتكوينه". وبالمناسبة، طالب زويتن الجهات الوصية على القطاع من اجل اعتماد المقاربة التشاركية في تدبير الشان التربوي. وأثنى على مدير الاكاديمية بالعيون، معتبرا أنه فعلا "يعتمد هذه المقاربة من خلال تقديم مجموعة من الدراسات ومجموعة من الاحصائيات، اثبثت ان التعليم الخاص كان حاضرا في اهتمامات الاكاديمية الجهوية وبان المشاكل التي يعاني منها حاضرة". وفي السياق ذاته اعتبر زويتن أنه لا بد من مراعاة الجهوية وخصوصية الجهة من اجل النهوض بهذا القطاع، والرفع من عدد المؤسسات ونسبة المشاركة في تربية وتعليم أبنائنا، لاننا " على المستوى الوطني، وصلنا الى 15 في المائة، نحن مطالبين للوصول الى 20 في المائة وتجاوزها، لما لا؟". وفي جهة العيون الساقية الحمراء، يضيف زويتن، فقد تجاوزنا 50 ٪ خاصة بالابتدائي داخل الحواضر..وصحيح أنه لدينا ضعف بالوسط القروي، وهذا مشروع سنشتغل عليه كورش حقيقي يجب الانخراط فيه من طرف جميع الفاعلين والمعنيين. من جهته اعتبر المدير المكلف بأكاديمية العيون الساقية الحمراء، أمبارك الحنصالي، أن التعليم الخصوصي رافعة من رافعات التعليم العمومي، ويتميز بالجودة في بعض الأحيان، وتكون هناك اختلالات معينة في أحيان أخرى، لا بد من تداركها. ليخلص إلى أن التعليم الخصوصي متميز في الجهة ، لكن لا بد من مواصلة التكوين والتاطير والمصاحبة حتى يرقى دائما الى المستوى المطلوب في هذه الجهة، على حد قوله. وبخصوص أهمية اللقاء الجهوي المنعقد يومه السبت بالعيون، قال الحنصالي: "حقيقة الجهة في حاجة ماسة لتلاقح الافكار بين الجنوب والشمال والشرق والغرب، لان كل منطقة تتميز بخصوصية معينة، وبالتالي فتلاقح الافكار والبحث عن الجودة وعن الايجابية والفعالية في منطقة ما ممكن ان تستفيد منها منطقة اخرى". ويمثل التعليم الخصوصي بجهة العيون الساقية الحمراء في الابتدائي 33 في المائة اما الاعدادي يمثل 24 في المائة من مجموع المتمدرسين، و 14 في المائة من الثانوي التاهيلي. و" هي ارقام جد مشجعة بالنسبة للتعليم الخصوصي" يوضح مدير الأكاديمية. أما رئيس فرع رابطة التعليم الخاص بالعيون الساقية الحمراء، لحبيب بوشيت، فيرى أنه بالنسبة للتعليم الخصوصي بجهة العيون، فقد عرف قفزة نوعية كبيرة منذ سنة2000 الى 2017 : ففي سنة 2000 لم تكن تتعدى المدارس الخصوصية خمس مؤسسات، وفي 2017 وصل عددها إلى 120 مؤسسة. و"لو أن هذا التكاثر بهذه الطريقة لا يخدم منظومة التربية والتكوين في التعليم الخصوصي ولكنه عموما يوفر عرضا متنوعا" يقول بوشيت. وبالنسبة عمل المؤسسات، فيوضح أن هناك مؤسسات مصنفة تتوفر على ظروف تكوين وتعليم جيدة، وطاقم تربوي وموارد بشرية قارة ومؤهلة، وهناك من تنقصها بعض الشروط، كما هو موجود في جميع مناطق المغرب... و"على العموم فمؤسسات التعليم الخاص تساهم بشكل لافت في تنمية الجهة، وهناك اقبال كبير للأسر على مؤسساتنا، باعتبار النتائج المحصل عليها من طرف التلاميذ الذي يدرسون بها، حيث كانت اعلى المعدلات المسجلة هذه السنة بالتعليم الإعدادي والثانوي بالجهة من نصيب مؤسسات التعليم الخصوصي.