عاد شبح الموت جراء موجة البرد القارس، ليتربص بأعداد كبيرة من الأشخاص الموجودين في وضعية الشارع، حيث لفظ سجلت مدينة تطوان، سقوط ثاني ضحية لهذا الاضطراب الجوي، بعد عثور بعض المواطنين على جثة مشرد ملقاة على أحد الأرصفة في المدينة. وقالت مصادر محلية من المدينة، إن جثة الشخص الذي كان قيد حياته يعيش وضعية التشرد، تم العثور عليها على مستوى رصيف الطريق الدائري للمدينة. مرجحة ّأن تكون موجة البرد التي تعيشها تطوان منذ أيام هي السبب في هذه المأساة الجديدة. وتم نقل جثة المشرد إلى مستودع الأموات في المستشفى الإقليمي "سانية الرمل"، بينما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا لكشف ظروف، وملابسات هذه الوفاة. وهذه هي حالة الوفاة الثانية المسجلة جراء موجة البرد التي تجتاح مختلف مناطق المملكة منذ أيام، إذ أودت البرودة الشديدة بحياة أحد المواطنين بمدينة الحاجب، بعدما لم تسعفه حالته الصحية في مقاومة هذه الحالة الجوية وسط الشارع. واعتبر عدد من المتفاعلين مع واقعة هذا الشخص، بأن هذا الشاب نموذج لمن سموهم "المُعذبين في الأرض" في هذه البلاد، حيث كثيرا لا يختلف حال الأشخاص الذين يعيشون في وضعية الشارع عن باقي المواطنين الذين يتوفرون على مأوى، وخير مثال على ذلك حوادث الوفيات في المستشفيات العمومية، على حد تعبير عدد من المعلقين. وبهذا الخصوص، اعتبر إسماعيل العشيري، الناشط في مجال رعاية الأشخاص من دون مأوى، أن قضية الأشخاص الموجودين في وضعية الشارع، تشكل نقطة سوداء وملف ينبغي على الدولة أن تسارع إلى إيجاد حلول له. وبعد أن لفت العشيري، إلى غياب أرقام و إحصاءات رسمية حول أعداد الأشخاص الموجودين في وضعية الشارع، وضمنهم الكثير من القاصرين و المصابين بأمراض عقلية، سجل أن المراكز والمؤسسات الاجتماعية المعنية بالاشتغال في شؤون هذه الفئة، تعرف خصاص لا على المستوى الإمكانيات المادية و اللوجيستية و البشرية. وختم الناشط الجمعوي، حديثه حول الموضوع مع جريدة طنجة 24 الإلكترونية، مبرزا أن مختلف هذه الإكراهات، تؤدي إلى استفحال الظاهرة وانتشار، هؤلاء الضحايا في الطرقات والأزقة، في الوقت الذي يفترض أن تكون أماكنهم في مراكز الرعاية الاجتماعية أو المؤسسات الصحية، حسب قوله.