إرسال قمر صناعي تابع للمغرب إلى الفضاء صار جديا أكثر من أي وقت مضى، فوسط صمت رسمي مغربي، كشف المركز الفضائي ب"غويانا" الفرنسية، وهو القاعدة التي ستتم منه عملية الإرسال على متن الصاروخ "فيكا"، مزيدا من المعطيات والصور حول الحدث. في وقت مازالت فيه السلطات المغربية صامتة حول الحدث التاريخي المتعلق بأول قمر صناعي مغربي، كشف المركز الفضائي ب"غويانا" الفرنسية، صباح اليوم (الأربعاء)، معطيات جديدة حول الموضوع، وآخر الاستعدادات المتعلقة بإرساله إلى الفضاء. وأكد المركز أن القمر لم يعد اسمه "موروكان يو سات1"، إنما "محمد السادس A"، وسيتم إرساله إلى الفضاء ليلة الثلاثاء 7 نونبر 2017 على الساعة العاشرة والنصف ليلا، عوض 8 نونبر المعلنة سابقا. وحملت الأخبار الجديدة التي أعلنها المركز الفضائي ب"غويانا"، الإقليم الفرنسي الموجود بأمريكا الجنوبية، نبأ سيئا للجمهور، مفاده التراجع عن توفير النقل المباشر لعملية إرسال القمر الصناعي "محمد السادس ألف" على متن الصاروخ الأوربي "فيكا". وفي هذا الصدد قال المركز إن "الإطلاق سيتم خلال الثلاثاء 7 نونبر في العاشرة و42 دقيقة، ولأن تلك الساعة متأخرة، فلن يكون هناك أي تنشيط يتعلق بالحدث على الشاشات الكبرى".
وقبل ذلك المستجد، كان مقررا في وقت سابق أن يتم تأمين عملية النقل المباشر للرحلة رقم 11 للصاروخ "فيكا"، الذي سيحمل القمر الصناعي المغربي لإيصاله إلى الفضاء، من محطة الإطلاق بموقع "كورو"، على شاشتين كبيرتين بمدينتي "كايين"، و"سيناماري"، في إقليم "غويانا"، وعلى الموقع الإلكتروني "أريان-سبيس"، مرفوقا بتعليق باللغتين الفرنسية والإنجليزية. ودخلت الاستعدادات لإرسال القمر الصناعي المغربي، مرحلتها النهائية، منذ 25 أكتوبر الماضي، وفق ما عاين "تيلكيل- عربي"، في قواعد المعطيات المتعلقة بأنشطة الصاروخ "فيكا"، بوصول القمر الصناعي المغربي إلى المطار الدولي "فيليكس إبوي" ب"كايين" في "غويانا"، قادما من فرنسا، ليتم نقله برا إلى "القاعة البيضاء" في المركز الفضاء في "كورو"، من أجل إخضاعه للتجارب اللازمة قبل وضعه على مداره الفضائي. وكشف المركز الفضائي ب"غويانا" رسميا، وفق ما عاين "تيلكيل- عربي" على قواعد معطياته، أن "محطة الصواريخ فيكا (VEGA) الحاملة للأقمار الصناعية، سيقوم بمهمته رقم 11 منذ الشروع في استغلاله في 2012، ممثلة في حمل القمر الصناعي محمد السادس MOHAMMED VI – A ، إلى مداره". وأضاف المركز الفضائي أن "القمر الصناعي خاص بملاحظة الأرض لفائدة المملكة المغربية، وتم تطويره بشراكة مع طاليس ألينيا سباص، وشركة إريباص". وإلى حدود الآن، يعد أحمد رضى الشامي، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوربي، المسؤول الرسمي المغربي الوحيد الذي تحدث في الموضوع، إذ كشف في لقاء مع "تيلكيل" في بروكسيل، إن انطلاق العمل على المشروع، بدأ في 2009. وقال وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة عباس الفاسي: "أتذكر أنني اشتغلت على هذا المشروع بين 2009-2010 مع مقاولة فرنسية عندما كنت وزيرا للصناعة". ولن يكتفي المغرب بالقمر الصناعي "محمد السادس ألف"، إذ يوجد أيضا "محمد السادس باء"، الذي سيتم إرساله إلى الفضاء مطلع السنة المقبلة (2018)، وكلاهما قمران، يتوقع أن تكون لهما أدوار مدنية وعسكرية. وتتمثل تلك الأدوار، في أن القمرين سيوفران للسلطات المغربية معطيات وصورا بدقة فائقة تصل إلى 70 سنتيميتر، وبفضلهما سيصبح المغرب ثالث بلد إفريقي يتوفر على قمر صناعي للملاحظة أو "التجسس"، بعد جنوب إفريقيا ومصر. وتفيد بعض المعطيات المعلنة بفرنسا، أن السلطات انخرطت في تنفيذ عملية التوفر على قمر صناعي خاص بالمملكة، منذ 2013، بالتوقيع، في سرية تامة، على اتفاق مع فرنسا، بقيمة 500 مليون أورو، لشراء القمرين الصناعيين، الذين انطلق تصنيعهما في 2012، وهما من صنف عمره الافتراضي يصل إلى 5 سنوات. ويتيح صنف الأقمار التي اقتناها المغرب، حسب المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، "الحصول في 24 ساعة على صور من مختلف الزوايا ولمختلف الأغراض، بما في ذلك تحديد مواقع أسلحة البلدان العدوة". وكشف زملاؤنا في "تيلكيل" بالفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي، أنه يرتقب أن يتم التحكم في القمرين الصناعيين، انطلاقا من غرفة عمليات فضائية أحدثت شرق مطار الرباطسلا، تابعة، للمركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي، الذي تفترض بعض المصادر أنه يوجد تحت سلطة القيادة العليا للدرك الملكي، بحكم حضور الجنرال حسني بنسليمان، افتتاحه في 2001 من قبل الملك محمد السادس.