أبلى عمال النظافة ي مدينة طنجة، بلاء حسنا، في عملية معالجة مخلفات عيد الأضحى المبارك، بالرغم من الإشكالات العديدة التي تثيرها سلوكات بعض المواطنين، مما يزيد من معاناة هذه الفئة من المجتمع. وبدت أغلب شوارع وأحياء مدينة طنجة، في حالة جيدة بعدما اختفت منها مخلفات الأضاحي، بفضل التدخلات الناجعة التي بصم عليها مستخدمو قطاع النظافة، الذين اشتغلوا في إطار برنامج زمني محدد، منذ مساء يوم الخميس الماضي. وكشف نائب عمدة مدينة طنجة، محمد أمحجور، أن مجموع ما تم معالجته من نفايات الأضاحي، يقارب 3000 طن، موضحا أن ما يزيد عن 1800 طن من الجهة الشرقية (شركة صولمطا)، وما يزيد عن 1000 طن من الجهة الغربية (شركة سيطا بوغاز). ونوه أمحجور، عبر صفحته بموقع فيسبوك، بكل "من أسهم في هذا الجهد المقدر.. من منتخبين وموظفين ومسؤولي الشركتين وعموم عمال النظافة وعموم المواطنين". وبالرغم من الحملات التحسيسية التي قامت بها شركتا النظافة بمختلف أنحاء مدينة طنجة، خلال الايام التي سبقت حلول عيد الاضحى، وشملت توزيع أدوات من شأنها المساهمة في تدبير هذا الوضع الاستثنائي بأقل مجهود وتكاليف أقل، فإن سلوكات يصر العديد من المواطنين على إتيانها، تزيد من صعوبة عمال النظافة، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لبذل مجهودات إضافية وقضاء ساعات عمل أكثر، في الوقت الذي كان أغلب الناس ينعمون بأجواء العيد، بعد أن لم يتردد بعضهم في التخلص من نفايات الاضاحي بطريقة عشوائية وفي قارعة الطرق والأزقة. "الجميع منشغل بذبح الأضحية والاستمتاع بما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات المتنوعة وأصناف المأكولات التي يتم تحضيرها بهذه المناسبة الدينية، بينما نحن نسابق عقارب الساعة لجمع أكوام النفايات الناتجة عن رمي بقايا الأضاحي وشي رؤوسها وقوائمها”، هكذا علق أحد عمال النظافة في دردشة مع صحيفة طنجة 24 الالكترونية. ويضيف هذا العامل الذي صادفته الجريدة في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الخميس، " إذا كان هناك ما يمكن أن يقدمه لنا المواطنون، هو أن يلتزموا بحسن السلوك في مثل هذه المناسبة، حتى يتبقى لدينا نحن أيضا بعض الوقت للاحتفال رفقة أهالينا وأطفالنا بالعيد". وتشكل ممارسة مهنة "الفراوة" من طرف شباب ويافعين في مختلف شوارع وأحياء المدينة، إحدى السلوكات السلبية، التي تزيد من صعوبة قيام عمال النظافة بمهامهم، فعلاوة على ما تخلفه عملية "تشواط الرؤوس" من أدخنة وسط التجمعات السكنية، فإن الأمر يترتب عنه أيضا كميات إضافية من النفايات. و يلجأ الكثير من الشباب في مدينة طنجة، خلال يوم عيد الأضحى المبارك، إلى تجميع أنفسهم لمزاولة مهنة "الفراوة"، وهو الاسم المرادف لعملية "تشواط رؤوس الاضاحي" في الفضاء العام، بهدف الحصول من عائداتها على بعض الداراهم التي من شأنها أن تغنيهم عن سؤال آبائهم أعطوهم أو منعوهم، ولو لفترة قصيرة. ولا يخفي العديد من المواطنين تقززهم و رفضهم للطريقة العشوائية التي يتم فيها شيّ رؤوس أضاحي العيد،لأنه و بعد أن يكون الشباب قد غادروا المنطقة و جمعوا المال "الحْصيصة"،يتركون ورائهم أكواما من الأزبال و قرون الخرفان ودخان منبعث من الرماد.و تؤذي الرائحة قاطني المنازل المجاورة لمكان الشيّ ملحقة أذى خصوصا بالمسنين و الأطفال. ولأجل التخفيف من حدة مخلفات الأنشطة المرتبطة بنفايات عيد الأضحى، لجأت الشركتان الفاعلتان في مجال النظافة، إلى اعتماد إجراءات استثنائية خاصة بهذه المناسبة. إذ بالإضافة إلى الحملات التحسيسية التي قامت بها مصالحها بتنسيق مع الجماعة الحضرية والمقاطعات الأربع، خصصت الشركتان، جدولا زمنيا محددا لمعالجة نفايات الأضاحي. وهكذا دعت الشركتان، سكان طنجة إلى إخراج نفايات الأضاحي، في أوقات محددة، حتى بتسنى لمصالحها وعمالها القيام بما يلزم في الوقت المناسب، وإتاحة الفرصة للمستخدمين، للتمتع بحقهم في مرافقة عوائلهم وذويهم في مناسبة عيد الأضحى.