دفعت هواجس الاستغلال الانتخابي للحملات التحسيسية المرتبطة بمناسبة عيد الأضحى، السلطات المحلية إلى سحب زمام هذه المبادرات من الشركات المكلفة بتدبير ملف النظافة، على مستوى مدينة طنجة، حيث عهدت بهذه المهمة إلى مصالح الانعاش الوطني. ودأبت شركتا التدبير المفوض لقطاع التدبير الصلب في مدينة طنجة "صولمطا" و "سيطا بوغاز"، كل سنة منذ شروعهما في تنفيذ مهامهما، على تنظيم حملات تحسيسية بمناسبة عيد الأضحى، حيث تشمل العملية توزيع مئات الآلاف من أكياس مخصصة لتجميع نفايات الأضاحي، على نحو سليم يساهم بشكل كبير في تسهيل مهمة عمال النظافة خلال يوم العيد. غير أن سلطات ولاية طنجة، قررت هذه السنة، منع أي شكل من أشكال هذه الحملات التي يتم تنظيمها عادة بتنسيق مع الجماعة الحضرية، وذلك تفاديا لأي استغلال انتخابي محتمل من طرف الهيئات المشكلة للمجلس الجماعي الذي يترأسه حزب العدالة والتنمية. وتشير مصادر مطلعة، إلى أن الخطوة فرضها اقتراب الانتخابات التي تقتضي قطع الطريق على أي إمكانية لاستغلال بعض المبادرات لغير الغرض الذي خصصت له، ومنها عملية توزيع الأكياس البلاستكية. وستؤول عملية توزيع أكياس نفايات الأضاحي، حسب ذات المصادر، إلى مصلحة الانعاش الوطني، تحت أشراف مباشر من رجال السلطة وأعواتها. والعام الماضي، نظمت شركتا النظافة العاملتين في نطاق مداري التدبير المفوض المحدد لكل واحدة منهما، حملات تحسيسية واسعة، في مختلف مناطق وأحياء المدينة، في محاولة لحث المواطنين على تغيير أنماطهم وسلوكهم بشكل إيجابي ودفعهم ليكونوا جزءا لا يتجزأ من عملية النظافة، حيث تم توزيع آلاف الأكياس الخاصة بتجميع نفايت الأضاحي، وصل مجموعها إلى 200 ألف كيس. ويقسم دفتر التحملات الخاص بقطاع التطهير الصلب، مدينة طنجة إلى مدارين للتدبير المفوض، حيث تتولى شركة "سيطا البوغاز" الفرنسية تدبير منطقة "طنجة الغربية"، التي تضم مناطق طنجةالمدينة والسواني 1، في حين تتولى شركة "صولمطا" الإسبانية، تدبير منطقة "طنجةالشرقية"، التي تضم بني مكادة، مغوغة، والسواني2