خلافا للتكهنات التي أثيرت حول تخصيص الملك محمد السادس، لخطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، للشأن السياسي الوطني، انصب مضمون الخطاب الملكي مساء اليوم الأحد، على مواضيع مرتبطة السياسة الخارجية، على رأسها الشأن الإفريقي، حيث أكد الملك محمد السادس، أن التزام المغرب بالدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا " نهج راسخ، نواصل توطيده بكل ثقة واعتزاز". وقال الملك محمد السادس، "إن التزام المغرب بالدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا ليس وليد اليوم. بل هو نهج راسخ ورثناه عن أجدادنا، ونواصل توطيده بكل ثقة واعتزاز". مؤكدا أن ثورة الملك والشعب تعتبر أكثر من ملحمة وطنية خالدة، جمعت ملكا مجاهدا، وشعبا مناضلا، من أجل استقلال المغرب، وعودة ملكه الشرعي، وشكلت محطة مشرقة في تاريخ المغرب تجاوز إشعاعها وتأثيرها حدود الوطن، ليصل إلى أعماق إفريقيا. وأضاف أن هذه الثورة ألهمت بشكلها الشعبي التلقائي وبقيم التضحية والوفاء التي قامت عليها حركات التحرير بالمغرب الكبير وبإفريقيا من شمالها إلى جنوبها، وعمقت الوعي والإيمان بوحدة المصير، بين المغرب وقارته، بداية من الكفاح المشترك، من أجل الحرية والاستقلال ،ثم في بناء الدول الإفريقية المستقلة على أساس احترام سيادة بلدانها ووحدتها الوطنية والترابية. وأبرز الملك محمد السادس، أن هذا العمل التضامني يتواصل من أجل تحقيق التنمية والتقدم المشترك، الذي تتطلع إليه كافة الشعوب الإفريقية، موضحا أنه "استلهاما لمعاني وقيم هذه الثورة المجيدة لم يكن غريبا أن يتخذ المغرب، منذ بداية الاستقلال، مواقف ثابتة، ومبادرات ملموسة لصالح إفريقيا". وأشار إلى أن هذه المبادرات تمثلت بالخصوص في المشاركة في أول عملية لحفظ السلام في الكونغو سنة 1960، واحتضان مدينة طنجة، في نفس السنة، لأول اجتماع للجنة تنمية إفريقيا، وإحداث أول وزارة للشؤون الإفريقية في حكومة 1961 لدعم حركات التحرير. وقال إن هذه الجهود الصادقة، لأجل شعوب إفريقيا، توجت سنة 1961، باجتماع الدارالبيضاء الذي وضع الأسس الأولى لقيام منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963.