بعد ثلاثة وستون عاما على الانتفاضة العارمة للشعب المغربي ضد الاستعمار، تظل روح الثورة التي وحدت الملك والشعب راسخة في وجدان المغاربة. إن الامر يتعلق ب "ثورة متجددة يحمل مشعلها جيل بعد جيل" كما أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لثورة الملك والشعب. إن المغرب يعيش اليوم تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ثورة مستمرة على جميع المستويات يشكل المواطن المغربي مركز أولويات واهتمامات جلالته. إن التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس اتجاه رعاياه الاوفياء ما فتئء يتجدد من خلال المبادرات التضامنية والعناية السامية والاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لرفاهية المواطن المغربي، وهو ما يتضح بشكل خاص في نجاح الإنجازات والإصلاحات سواء من الناحية الاقتصادية أو بخصوص المساواة بين الجنسين والولوج الى التمدرس ، و فك العزلة عن المناطق النائية ، والتنمية البشرية، وحماية البيئة وتنمية القطاع الصناعي والطاقات المتجددة. إن هذه الانجازات التي حققها المغرب في العديد من المجالات ، أبا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلا أن تكون نموذجا يقتسمه مع الشعوب الشقيقة والصديقة من أفريقيا. وقال جلالته بهذا الصدد "إن الاجابات الوطنية التي يقدمها المغرب ، بخصوص العديد من القضايا المعقدة الجهوية والدولية ، كالتنمية والهجرة ومحاربة الارهاب ، تندرج في سياق التزامه الثابت ، من أجل خدمة شعوب إفريقيا " ، مضيفا جلالته "أن المغرب كان دائما في مقدمة المدافعين عن تحرر قارتنا ، ونحن في ذلك نسير على نهج أسلافنا الرواد الذين أمنوا بإفريقيا ، وعملوا بصدق ، من أجل وحدتها وانفتاحها وتقدم شعوبها". لقد أعطى صاحب الجلالة أولوية خاصة لأفريقيا عززها من خلال مشاريع للتعاون في العديد من الدول الشقيقة والصديقة في هذه القارة. وقال جلالته "نحن لا نعتبر إفريقيا سوقا لبيع وترويج المنتوجات المغربية ، أو مجالا للربح السريع ، وإنما هي فضاء للعمل المشترك ، من أجل تنمية المنطقة ، وخدمة المواطن الافريقي" مشيرا جلالته الى أن المغرب "يساهم الى جانب الدول الافريقية في إنجاز مشاريع التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية التي لها تأثير على حياة سكان المنطقة". لقد شهد البعد الإفريقي للدبلوماسية المغربية منعطفا تاريخيا مع إعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 17 يوليوز عن قرار عودة المغرب الى الأسرة الأفريقية. وقال جلالته في هذا السياق "وما قرارنا بعودة المغرب الى مكانه الطبيعي داخل أسرته المؤسسية القارية ، إلا تجسيدا لهذا الالتزام ، بمواصلة العمل ، على نصرة قضايا شعوبها" إن المغرب بصدد إنجاح نموذجه التنموي وكله ثقة في اختياراته السياسية الوطنية التي تستمد جدورها من إفريقيا "كامتداد طبيعي وعمق استراتيجي للمملكة" .