تشتد حرارة الصيف أكثر فأكثر في طنجة، فتجد كثيرات من بائعات الهوى، فيها عاملا مشجعا على إبداء المزيد مما توارى من مفاتنهن تحت قطع من الثياب تبرز أكثر مما تستر. والهدف هو إثارة انتباه باحث محتمل عن "لذة عابرة" في مدينة تعج بالحركة السياحية، كما تشهد مختلف فضاءاتها توافد الآلاف من سكانها من مختلف الأعمار، خاصة خلال الفترة المسائية. "عرض جنسي" على الطريق عقارب الساعة تدنو من تمام الثامنة مساء، تصطف مجموعة من الفتيات على رصيف حديقة عمومية قبالة مقهى معروف بشارع أبي العلاء المعري، يقترب منهن شاب في أواسط الثلاثينات من العمر، لكنه سرعان ما يتجاوزهن ويواصل طريقه متجاهلا حركات مثيرة صدرت من بعضهن. "أجي لهنا .. أجي مالك"، تناديه إحداهن في محاولة لإقناعه بالعودة، لكن دون جدوى. "أن تمر في شارع جانبي من شوارع طنجة، فهذا يجعلك زبونا محتملا لمومسات يتسكعن على رصيفه، وبالتالي فأنت معرض لتحرشاتهن"، هكذا يعبر شاب متحدثا عن مواقف محرجة بالنسبة له يتعرض لها كلما أخذ طريقه مساء عائدا من عمله بمكتب إحدى الشركات في وسط المدينة. وبحسب هذا الشاب الذي يقول إنه متزوج ويجد حرجا كبيرا كلما تعرض لمثل هذه المواقف، فإن على "المصالح الأمنية أن تكثف من جهودها أكثر لمحاربة هذه الظاهرة المزعجة وغير الأخلاقية". ويرى نفس المتحدث أن هناك قصور أمين كبير في الحد من ظاهرة التحريض على البغاء في شوارع طنجة. دور أمني محدود موقف هذا الشاب لا يبدو مجانبا للصواب كثيرا، إذ أن استقراء المعطيات الأمنية المتوفرة، يؤكد إلى حد بعيد أن إجراءات الأمن إزاء ظاهرة التحريض على البغاء، يبقى محدودا، وآخر حصيلة أمنية في مجال محاربة ظاهرة البغاء، تشير إلى أن العناصر الأمنية، تمكنت من توقيف ستة فتيات بزنقة "خالد بن الوليد"، المعروفة ب"زنقة الشياطين"، بعد ضبطهن في حالة تلبس بالتحريض على الفساد والدعارة. والحال، أن هذه الحصيلة، تبدو ضئيلة كثيرة مقارنة مع الأعداد الكبيرة من المومسات القاطنات منذ سنوات في مدينة طنجة، اللواتي تقدر عددهن، حسب بعض المصادر، بما لا يقل عن 600 فتاة ينحدرن من مناطق مختلفة، وهو العدد الذي عرف تزايدا منذ الأسابيع الأولى للموسم الصيفي الجاري. لكن موظفا بسلك الأمن بطنجة، يفسر ضآلة هذه الحصيلة، بصعوبة إثبات تهمة التحريض على البغاء على كل من تقف فوق رصيف الشارع، خاصة في فصل الصيف، الذي تظل مختلف الشوارع مكتظة حتى الساعات الأولى من الصباح. ومع ذلك، يضيف هذا الموظف الأمني في دردشة مع طنجة 24 دون الرغبة في كشف هويته، فإنه من المجحف إنكار مجهودات المصالح الأمنية في محاربة ظواهر الفساد والبغاء، ويكفي القيام بإطلالة سريعة على سجلات محاضر الشرطة القضائية، للوقوف على أرقام مثيرة حول قضايا الفساد بشتى أنواعها؛ سواء تعلق الأمر بالخيانة الزوجية أو التحرش الجنسي، أو ممارسة الجنس مع القاصرات أو هتك عرضهن، أو إيقاف بائعات هوى بتهمة ممارسة الفساد والتحريض. مكانة طنجة "جنسيا" وفي الوقت الذي تشكل فيه الكثير من الشوارع العامة، المجال النشيط لظاهرة الدعارة، ما يجعلها قريبة من مختلف شرائح المواطنين، فإن هناك نوع من الدعارة، يعرف هو الآخر ذروة نشاطه خلال هذا الوقت من السنة، لكن بعيدا عن أعين العامة .. إنها "الدعارة الراقية"، التي باتت مدينة طنجة، منذ سنوات عديدة، ذات شهرة ذائعة في مجالها بين كبريات المدن العالمية. وكانت صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية، قبل بضع سنوات، قد أدرجت مدينة طنجة، في المرتبة العاشرة، في مؤشر الجاذبية الجنسية متقدمة على مجموعة من عواصم العالم،التي تصنف ضمن مدن السياحة الجنسية العاصمة البرازيلية برازيليا ومدن التايلاند. ويحيط عالم الدعارة الراقية الكثيرمن الغموض، حيث من الصعب الكشف طريقة عمل شبكات الدعارة في هذا المجال نظرا لطبيعة ، الشخصيات والسياح القادمين من دول أوربية وعربية المنتمون لعلية القوم على وجه الخصوص من أجل قضاء ليال المتعة والجنس والسهرات في فيلات مجهزة لهذه الأغراض. ومن أشهر المداهمات الأمنية لأوكار "الدعارة الراقية"، تلك التي طالت خمس فيلات بحي ماربيل ومالاباطا معدة للدعارة والفساد قبل نحو ثلاث سنوات، بعد تردد عدة شكايات على ولاية الأمن بطنجة، تفيد تخصيصها لممارسة الدعارة وإقامة ليال حمراء بها، بعد تردد عدة أجانب من جنسية خليجية عليها. كما سبق لمصالح الأمن أن نفذت عدة تدخلات إنتهت بتوقيف سياح عرب من جنسيات خليجية وليبية،جرى ضبطهم في حالة تلبس بحي مالاباطا ومناطق راقية أخرى ، وسط فيلات مجهزة لاقامة السهرات والحفلات الباذخة التي لا يمكن الاقتراب منها في ليالي طنجة الساهرة وماخفي كان أعظم !!! *صحفي متدرب