تستقطب شواطئ شمال المغرب، كل صيف، العديد من محبي السباحة والمغامرات المائية، ومن بينهم أولئك الذين يحبون القفز من المرتفعات العالية نحو الماء، خاصة في أطراف الشواطئ حيت توجد الاحجار العالية والمرتفعات الجبلية. هذه الظاهرة بدأت في الانتشار بشكل كبير في السنوات الاخيرة في الشواطئ المعروفة بالاحجار العالية مثل بعض الشواطئ في عمالة طنجةأصيلة، وشواطئ اقليمتطوان، وهي ظاهرة خطيرة وقد أودت بالعديد من الضحايا إلى الهلاك. وفي بحث قامت به "طنجة 24" حول هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة، يتبين أنها تشهد ارتفاعا، وتقريبا كل سنة تحصد ضحايا يصل عددهم إلى حوالي 10 ضحايا، منهم من يفارق الحياة، ومنهم من يُصاب بعجز في الحركة في جميع أعضاء جسده. أخر ضحايا هذه الظاهرة، شاب لا زال في مقتبل العمر قام يوم الاثنين الماضي بالقفز من أحد الاحجار المرتفعة بضواحي شاطئ مارتيل، فارتطم رأسه بالارض بعد تراجع الأمواج، وقد تعرض لعجز شامل في جميع أعضاء جسده، لا يستطيع حتى تحريك رأسه، وهو يرقد حاليا في المستشفى. أحد الضحايا من مدينة طنجة، كان قد وقع له في السنة الماضية، نفس ما وقع لسابقه يوم الاثنين في مارتيل، وهو يرقد حاليا في منزله وقد تعرض لشلل كامل، تحدث مع "طنجة 24" بحرقة للوضع الذي أصبح عليه، وينصح باقي الشباب بعدم المجازفة والمخاطرة التي قد تكلفهم حياتهم، أو الاخطر أن تتركهم مشلولين وعاجزين ويصبحون عالة على آبائهم. أحد الشباب المغاربة كان يقيم في اسبانيا، تعرض في أحد شواطئ طنجة في السنة الماضية، لحادث مميت، عندما قفز من الماء وسقط على رأسه وفارق الحياة بعد وقت قصير، متأثرا بالضربة الخطيرة التي تعرض لها على مستوى الرأس. ورغم الحوادث الكثيرة التي حدثت لعدد من الاشخاص، إلا أن هذه الظاهرة لازالت تشهد انتشارا في أوساط الشباب، وغالبا ما تكون بدافع "الزيغة" واستعراض المهارات عبر أشرطة فيديو، لكن في أحيان كثيرة لا تسلم الجرة. ويرى الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن على السلطات المحلية أن تقوم بدور لتوعية الشباب وتحسيسهم بمخاطر القفز من المرتفعات، عبر اعلانات ومنشورات يتم توزيعها أو تعليقها عند مدخل الشواطئ.