استفحلت معاناة العديد من سكان مدينة طنجة، بشكل كبير خلال الموسم الصيفي الجاري، مع خدمات النقل الحضري بواسطة الحافلات، الذي تحتكره شركة التدبير المفوض الإسبانية "ألسا"، بسبب إقدام هذه الأخيرة، على تحويل عدد من الحافلات المخصصة لمناطق محددة إلى مسارات أخرى مرتبطة بوجهات شاطئية في الغالب. ويشتكي العديد من سكان الأحياء، لا سيما تلك الواقعة في ضواحي المدينة، من قلة عدد حافلات النقل العمومي، التي تربط أحياءهم بالوجهات التي يقصدونها عادة لقضاء مصالحهم اليومية، حيث يؤكدون أن معاناتهم تبدأ من تأخر وصول الحافلات وتستمر مع الاكتظاظ الذي يعيشونه على متن هذه العربات التي يوجد أغلبها في حالة مزرية. ويتهم نشطاء جمعويون في مدينة طنجة، شركة "ألسا" الإسبانية، التي تتولى تدبير مرفق النقل الحضري بواسطة الحافلات في يونيو 2014، بتسيير هذا القطاع الحيوي من منطق الربح السريع دون الأخذ بعين الاعتبار المصالح اليومية للمواطنين. وفي هذا الصدد، يسجل العديد من المتتبعين، لجوء الشركة الإسبانية، إلى تحويل مسارات عدد كبير من الحافلات إلى خطوط مرتبطة غالبا بوجهات شاطئية أو منتزهات، ما يتسبب في ارتباك مصالح الكثير من المواطنين، الذين يعانون من نقص عدد الحافلات المخصصة للخطوط المرتبطة بوجهاتهم اليومية. ومن أكثر الخطوط التي قامت الشركة الإسبانية، بتعزيزها بحافلات كانت مخصصة لخطوط أخرى، تلك التي تربط وسط المدينة بوجهات شاطئية على الشريط الساحلي شرق مدينة طنجة، ونفس الامر بالنسبة للخطوط التي يكون منطلقها عادة من حي "كاسطيا" صوب المصطافات الواقعة على الواجهة الأطلسية بالضاحية الغربية لمدينة طنجة. ويأتي هذا الإجراء، حسب مسؤولي الشركة هو تغطية الطلب المتزايد على التنقل صوب الشواطئ والمنتزهات، غير أن سكان مدينة طنجة، يرون أن هذا الإجراء لا ينبغي أن يكون على حساب مصالحهم اليومية، بل يتعين على الشركة تعزيز أسطولها بحافلات جديدة. وفي الوقت الذي تتنامى فيه شكايات المواطنين من هذا الوضع، فإن الصمت المطبق، يبقى هو سيد الموقف من طرف المجلس الجماعي، الذي يعتبر صاحب الاختصاص الأصلي في تدبير قطاع النقل الحضري بواسطة الحافلات. إذ بالعودة إلى أرشيف الاجتماعات الأخيرة لمكتبه المسير، لتدارس وضعية عدد من المرافق العمومية، يتبين أن موضوع النقل الحضري يبقى شبه غائب في اهتمامات المجلس. وحاولت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، استبيان موقف المسؤولين الجماعيين، إذ تم القيام بمحاولات عديدة لربط الاتصال بالعمدة محمد البشير العبدلاوي، الذي يظل هاتفه يرن في كل وقت دون تلقي أي جواب. تجدر الإشارة إلى أن أسطول شركة "ألسا" الإسبانية التي تتولى بتفويض من المجلس الجماعي تسيير مرفق النقل الحضري، مكون من 120 حافلة، موزعة على 23 خطا تربط بين مختلف مناطق مدينة طنجة، وفق دفتر التحملات الذي يربط الشركة الإسبانية بمجلس الجماعة الحضرية. ويفرض دفتر تحملات تدبير قطاع النقل الحضري بواسطة الحافلات، على شركة "ألسا"، رفع عدد أسطول حافلاتها من 120 الذي ظلت تشتغل به منذ تسلمها لزمام تدبير المرفق في يونيو 2014، إلى 155 حافلة. مع العمل على تخفيض سعر تذكرة خدمات النقل بحوالي 40 في المائة، وهي الإجراءات التي ما تزال الشركة تتماطل في مباشرتها، دون أن يحرك المجلس الجماعي ساكنا.