ليلة ولا كل الّليالي.. اللعين، بوغطاط، سيد المرقد.. مر.. قد.. د. يطن في الرأس، على إيقاع القلب والوقت، شيء مما عيّطت به الشيخة العظيمة... إن حاجتي في قريني لا تغفل، ولكن خاصتي الملحة، الآن وهنا، في العالي... عنده دوائي، يا ليل يا طويل اليد الماسكة بالعنق.. نق.. ق. الصباح ربّاح يا ابن الفجر. يممت وجهي شطر مشرق أم الأنوار، كما كانت تفعل جدتي الغرافية عليها السلام، وتلوت صلاة الصبر، وختمت: اللهم طولك يا روح. أعشق عمري، ليس لأني خجل من درجات السلم الخشبي المهترئ الذي يعوق كل محاولاتي في الصعود، وإنما فضولي المجنون يحثني على التشبث بقيد الحياة كي أصحو في الصباح وأتناول فطوري المتقشف على عجل وأهرول مع المهرولين مثلي من العبيد الطائعين في ضيعات الأجور الزهيدة، وأسجل حضوري، أنا الموقع مع الطابور الأخير في لائحة الغيابات، وأستمتع في النهاية بمتابعة الحفلة. هذا اليوم ليس كباقي الأيام، هذا يوم مشهود وموعود.. حضر متأخراً عن الموعد بثلث ساعة. المهم حضر، وحضر معه البهاء.. هاء.. هاء..اء.. ء. - من ذا الذي حضر ببهائه، يا موحا يا كهرمات ولد بني مكادة القديمة؟ - هو.. ليس غيره.. بّا ادريس.. بّا ادريس.. المدعو قيد حياته في بلاد الفرنجة "باتريس".. نعم، حضر بعد الموعد بزمن، وحضرت الحاشية قبل الموعد بزمن... الهندام والريحة والتسريحة والبسمة، والله يعشر الخطوات ويجعل هذا القدوم فأل خير على المقربين، وفأس خير على غيرهم..هم.. ممم. باتريس ولد باريس هذا كان هنا.. ثم رحل.. ثم عاد، والعود أحمد (ليس خاي أحمد ولد الحومة).. ولعودته قصة حليمة مع زيجتها القديمة، أما ريمة فقضيتها مقضية، وكتابها مفتوح لمن يفك الحروف ويخبل السلك، الله ينجيكم من صعقة الكهرباء، وعائدون لا محالة (ليس مع الطيور المهاجرة) ولكن مع الصقور الجديدة التي لا تخيفنا نقراتها ونكن لا قليلا من "التيقار"... لا شك أن صاحبنا لم يجد الدار كما غادرها.. مياه كثيرة جرت تحت الأرض، ولابد أن بعض القطرات لا زالت علقة على الجدران، تنتظر من يحررها أو يجففها بالمرة، وكله بأوانه... الرجل دخل مكتبه القديم، الصابون على كثرته، يلهث من كثر السلام، هو الذي بلغ من العمر ومن الأجر أقصاهما... الله يبارك ويزيد الخير على زعير حتى يخويه في البير...