لا حديث في أوساط المبحرين في عالم التواصل الاجتماعي، سوى عن فضيحة أخرى حول تبذير المال العام في الجماعات القروية بإقليم العرائش. وتمكن مهتمون من نشر صور سيارة بيضاء اللون تعود لرئيس الجماعة القروية الفقيرة "ولاد وشيح" التابعة للإقليم، وهي من نوع هيونداي إي 40 ، بسقف زجاجي بانورامي. وقالت مصادر قريبة من الجماعة القروية، إن الرئيس "م.ش"، المنتمي لحزب اﻹستقلال، إقتنى السيارة الفخمة بثمن 35 مليون سنتيم من أموال دافعي الضرائب،علما بأن الجماعة القروية لا تتوفر حتى على سيارة نقل الأموات، وتنقصها العديد من المرافق الحيوية والبنية التحتية. وقال أحد النشطاء السياسيين فضل عدم ذكر إسمه، بأن معظم رؤساء الجماعات يعتبرون فترة المسؤولية التي يقضونها كرؤساء، فرصة للإغتناء، ومناسبة لجمع ثروة من الصفقات المشبوهة وغيرها . وأضاف " حتى أكون صريحا، فإن الظاهرة تعم معظم رؤساء الجماعات القروية والحضرية، إلا من رحم ربي " . وزاد ذات المتحدث "هؤلاء لا يبالون بسبب عدم وجود مراقبة ومحاسبة، فالمنطق الذي يتعامل به أغلبية هؤلاء هو أن الجماعة بقرة حلوب، يجب حلبها خلال ست سنوات من الحكم قبل الإعفاء "، مشيرا إلى أنهم لا يهتمون بحاجيات المواطنين وتتبع المشاريع وتنفيذها، وغالبا ما يتواطئون مع المقاولات. وختم كلامه متأسفا "هي حقيقة مُرّة، تظهر أن هناك خللا كبيرا في العنصر البشري الذي يسير تلك الجماعات" . ويساهم هؤلاء، في تدهور تصنيف المغرب على مستوى الشفافية الدولية. ويؤثرون على معنويات المواطنين ويهددون السلم الإجتماعي، حسب بعض المعلقين. وقال متحدث بضرورة عدم التعميم، "لأنه يوجد شرفاء يسهرون على تسيير الجماعات القروية والحضرية بكل تفان ونكران للذات" محذرا من أن الفساد سينعكس على المزاج العام، وسيكرس ظاهرة العزوف السياسي، ومقاطعة الانتخابات نهائيا.