تم ،أمس الاثنين بسلا، التوقيع على اتفاقية شراكة ثلاثية لتأهيل الشباب للزواج بين الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة والهيئة الوطنية للعدول بالمغرب وصندوق الأممالمتحدة للسكان. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين الشركاء "من أجل تطوير برامج التكوين والتوعية وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية من خلال برنامج تأهيل الشباب للزواج للحد من المخاطر المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية التي يمكن أن تضر بالصحة وتؤدي إلى الطلاق وانهيار الأسرة". ومن خلال هذه الاتفاقية، تلتزم الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة بإعداد دليل حول تأهيل الشباب للزواج من خلال تعزيز قدرات العدول في مجال الصحة الإنجابية الشاملة، وتكوين مجموعة من المدربين في مجال الصحة الإنجابية لتأهيل الشباب للزواج، وتكثيف التعاون لتنظيم حملات التوعية والتحسيس في مجالات الصحة الإنجابية بمختلف مكوناتها بما في ذلك تنظيم الأسرة في المناطق القروية. كما تعتزم الجمعية مشاركة وتنظيم مؤتمرات وطنية ودولية مع العدول في الدول الإسلامية حول تأهيل الشباب المسلم للزواج، وتبادل التجارب والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة، وتعبئة الموارد المادية من صندوق الأممالمتحدة للسكان. من ناحية أخرى، تلتزم الهيئة الوطنية والمجالس الجهوية للعدول بتسهيل وصول الشباب إلى كتيب تأهيل الشباب للزواج، وتحديد المستفيدين من التدريب على بناء المهارات في مجال الصحة الإنجابية، وتسهيل تنظيم حملات إعلامية وتوعوية حول مواضيع الصحة الإنجابية في المناطق القروية، بما في ذلك تنظيم الأسرة والتدريب وتوعية الشباب في سن الزواج بشأن مختلف المواضيع المذكورة. وذكرت الرئيسة المنتدبة للجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، لطيفة الجامعي، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الاتفاقية تأتي "تتويجا لمسار من التعاون مكن من تعزيز مهارات العدول في مجال التربية على الصحة الجنسية والإنجابية"، مشيرة إلى أنه بالنظر للدور الأساسي للأسرة باعتبارها نواة المجتمع المغربي، فإن هذه الاتفاقية تسمح أيضا بوضع دليل لتأهيل الشباب للزواج، من خلال توفير معلومات حول الجوانب القانونية والاجتماعية والأخلاقية المتعلقة بالزواج، وكذلك الصحة الجنسية والإنجابية. وتابعت أن الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة ستضع خبرتها، التي تزيد عن 50 سنة في مجال التربية والصحة الجنسية والإنجابية، رهن إشارة الهيئة الوطنية للعدول، بهدف تزويدها بالآليات اللازمة لتوعية الشباب المتزوج، مؤكدة أهمية دور العدول في تأطير هذه الفئة من المجتمع وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم. من جهته، سلط ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في المغرب، لويس مورا، الضوء على الدور الأساسي الذي يلعبه العدول، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعكس طموحا لإشراك المراهقين والشباب والرجال في الدفاع عن حقوق المرأة. وقال: "بهذا ، سيكون بإمكانهم التأثير على محيطهم لمحاربة التمييز ضد المرأة، ومعالجة التفاوتات بين الجنسين في السلطة، وخلق بيئة أكثر ملاءمة للتمكين للمرأة". فضلا عن ذلك، أبرز السيد مورا أن "الشباب هم الهدف الرئيسي لهذه المبادرة، لأنهم أكثر تقبلا للتغيير"، مؤكدا أن "الأدلة أظهرت أنه عندما يستفيد الشباب من التربية الكافية، يمكنهم ضمان الازدهار ومحاربة الهشاشة على مستوى المجتمع". وفي كلمة ألقيت نيابة عنه، أشاد وزير العدل عبد اللطيف وهبي بهذه المبادرة، وبأهمية جلسات تأهيل الأزواج للحياة الزوجية والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة كعامل يسهم في استقرار المجتمع. من جانبه رحب رئيس قسم التعاون في سفارة كندا بالمغرب، جان توشيت، بالتوقيع على هذه الاتفاقية، مذكرا بالشراكة التي تربط أوتاوا بصندوق الأممالمتحدة للسكان وشركائه، في النهوض بالمرأة والتمكين لها . وأعرب رئيس الهيئة الوطنية للعدول بالمغرب، محمد ساسيوي، عن اعتزازه بالتوقيع على هذه الشراكة الثلاثية، مؤكدا على انخراط العدول، رجالا ونساء، في الأوراش المهمة التي فتحتها المملكة والتي تهدف إلى توعية الشباب بمسألة الصحة الجنسية والإنجابية، وكذا تطوير الرأسمال البشري، وخاصة الشباب. وتهدف الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، وهي منظمة غير حكومية غير ربحية، إلى تعزيز حقوق الصحة الجنسية والإنجابية وتقديم خدمات في الصحة الجنسية والإنجابية ذات جودة، وتسهيل الوصول إلى هذه الخدمات بالنسبة للساكنة لاسيما الفئات الهشة .