بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ عبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين، الذي وافته المنية، أمس الجمعة، بأحد مستشفيات العاصمة الإسبانية. وجاء في البرقية الملكية " تلقينا ببالغ التأثر والأسى النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، المرحوم عبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين، أحسن الله قبوله إلى جواره مع عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان ". وأضاف الملك محمد السادس أنه " وأمام هذا المصاب الأليم الذي ألم بكم، قضاء وقدرا لا راد له، فإننا نعرب لأنجاله البررة نبيلة ولمياء ونبيل وعدنان، ولعائلة بركة وكافة الشرفاء العلميين، ولسائر أصدقاء الفقيد المبرور ومحبيه، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، سائلين الله تعالى أن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء ". واستحضر عاهل البلاد، بكل تقدير " ما كان يتحلى به الفقيد الكبير، من تعلق متين وولاء مكين لجلالتنا وللعرش العلوي المجيد، وما هو مشهود له به من مناقب رفيعة، وغيرة وطنية صادقة، بحيث كان، رحمه الله، مخلصا لدينه ووطنه، في كل المهام التي تقلدها، ساهرا على خدمة الشرفاء العلميين من أتباع الطريقة المشيشية الشاذلية، رحمة الله على قطبها الرباني الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، الذي يحج إلى ضريحه جمع غفير من المريدين والزوار من مختلف مناطق المملكة". ومما جاء في البرقية الملكية أيضا " فالله عز وجل ندعو، في هذه الأيام المباركة، أن يشمل فقيدكم العزيز برحمته وغفرانه، وأن يجزيه خير الجزاء عما قدمه لدينه ووطنه من جلائل الأعمال وصالحها، وأن يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيه نضرة وسرورا، صادقا فيه قوله عز من قائل: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". وازداد الراحل عبد الهادي بركة، بقرية طردان قبيلة بني عروس بإقليم العرائش سنة 1938، حيث بدأ تعليمه الأولي بالقرية ومنها انتقل إلى مدينة تطوان لمتابعة دراسته ، وبعدها إلى مدريد حيث حصل على الإجازة في الحقوق. واشتغل في البداية مستشارا بالسفارة المغربية ثم انتقل إلى مهنة المحاماة بهيئة المحامين بطنجة، وعضوا برلمانيا سابقا لمدة ثلاث ولايات. وعينه الملك الحسن الثاني رحمه الله، نقيبا للشرفاء العلميين، وشغل رئيس المجلس الجماعي لخميس بني عروس.