بينما تتوصل تداعيات الأعمال التي تعتبرها فعاليات مدنية في طنجة، في خانة تدمير المجال الغابوي على مستوى منطقة "الجبل الكبير"، رمى مسؤول بارز في المندوبية السامية للمياه والغابات، بكرة المسؤولية في مرمى دوائر القرار المحلي، على رأسهم المنتخبين والمسؤولين. وقال عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات اليوم الثلاثاء، إن مؤسسته لا تتحمل أي مسؤولية عما يحدث على مستوى غابة "دونابو"، الواقعة ضمن المجال الحضري التابع لجماعة طنجة، مؤكدا ضمن تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن مسؤولية المندوبية مرتبطة بالغابات المتواجدة خارج المجال الحضري. وأوضح الحافي في تصريحه الذي جاء على هامش فعالية بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، أن أي قرار يهم المجال الغابوي، تأخذ بعين الاعتبار جميع الحساسيات المحلية من منتخبين وسلطات محلية بالإضافة إلى المجتمع المدني، مشيرا إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات تبقى مجرد عضو في اتخاذ هذا القرار. وأبرز المتحدث المسؤول، أن "المجال الغابوي داخل المدار الحضري يخضع لتصور التصميم المديري الحضري، الذي يتم في إطار الديمقراطية المحلية بين مختلف الفاعلين في المؤسسات العمو مية والمجتمع المدني".
وياتي موقف المندوب السامي للمياه والغابات، بشأن أعمال التدمير التي تطال غابة "دونابو"، ليكسر الصمت الذي يلف مختلف دوائر القرار الرسمي في المدينة، على رأسها المجلس الجماعي، فيما لم تتجاوز تحركات محدودة لمسؤولين محليين، لم تتجاوز عملية معاينة للموقع الغابوي المذكور، كان ضمنها تلك التي قام بها نائب العمدة محمد أمحجور، الذي لم يصدر عنه ولا عن المؤسسة التي يمثلها أي رد فعل حول هذا الملف. وتواصلت خلال الأيام الأخيرة، عمليات اجتثاث وقطع مساحات واسعة من غابة "دنابو"، وإحراقها استعدادا لفتحها أمام الاسمنت، من طرف جهة تدعي ملكيتها للوعاء الأرضي الذي يحتضن لمجال الغابوي المستهدف. وترى فعاليات جمعوية، أن الأشغال الجارية، لم تكن بريئة تماما كما حاولت بعض الجهات تمويه الرأي العام المحلي بها"، مسجلا في هذا السياق، إنشاء طريق معبدة و إقامة أعمدة إنارة على طول الطريق مما يشي بأن المنطقة صارت قاب قوسين أو أدنى من فتحها أمام البناء و التعمير، خاصة في ظل إقدام بعض "الخواص" على تسييج مساحة شاسعة بمدخل المنطقة و ضرب الطوق حولها و مباشرة عمليات القطع بدون أي لوحة أو إشهار للعموم حول طبيعة ما يجري داخل فضاء السياج مما يشي بعمل غير مشروع يحاك في جنح الظلام.