يواجه نشطاء المجتمع المدني في مدينة أصيلة، تحديات كبيرة في إيجاد فضاءات لاحتضان أنشطتهم، أمام استمرار إغلاق دار الشباب الوحيدة في هذه المدينة، التي توصف بأنها "حاضرة الثقافة والفنون". وتشير مصادر محلية، إلى أن إغلاق هذه المنشاة يعود إلى وضعيتها البنيوية المتردية، مما حرم الفاعلين في الشأن الثقافي والجمعوي من الفضاء الوحيد الذي كان يحتضن أنشطتهم المختلفة رغم صغر مساحتها. إقرأ أيضا: جمود التنمية يبدد آمال سكان أصيلة ويحطم طموحاتهم على صخرة "التسيير الأحادي" وترسم تقارير في الموضوع، صورة سوداوية لوضعية هذا المرفق العمومي، الذي أصبحت بنايته شبه مهجورة ، وفي حاجة مستعجلة إلى الإصلاح والترميم والتأهيل، قبل أن تتأكل جدرانها وتصبح آيلة للسقوط. وبحسب نشطاء المجتمع المدني، فإن إغلاق هذه المنشاة في وجوههم، فاقم معاناتهم أكثر في ظل احتكار مؤسسة منتدى أصيلة التي يشرف عليها رئيس المجلس الجماعي، محمد بن عيسى، لمختلف البنيات الثقافية والفنية بالمدينة، وامتناعها عن فتحها في وجه الإطارات الجمعوية التي باتت منذ سنوات تلوذ بالحدائق وفضاءات الهواء الطلق لمزاولة أنشطتها. ويسجل الفاعلون الجمعويون، باستياء كبير غياب أي دور ترافعي للمسؤولين المحليين والمنتخبين في مختلف المؤسسات التمثيلية، من أجل الدفع بمعالجة هذا الوضع الذي يتنافى مع العناية التي يوليها المغرب لفئاته الشابة. وتتوفر مدينة أصيلة، على منشآت ثقافية ضخمة، على غرار مكتبة الأمير بندر بن سلطان ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، فضلا عن قصر الثقافة، إضافة إلى بنيات أخرى تتبع جميعها إلى مؤسسة منتدى أصيلة التي ترفع شعار "الثقافة في خدمة التنمية" من خلال موسم سنوي ضخم وأنشطة أخرى لا يلمس سكان المدينة أي وقع لها على حياتهم اليومية.