شوارع محمد الخامس والنهضة والاستقلال، وشارع المكسيك، في مدن تطوانوطنجةوالعرائش والقصر الكبير، كلها مدن مركزية عريقة مازالت تحافظ على مجموعة من العادات والتقاليد الأندلسية، الإسبانية الموريسكية، تتجلى في الطبخ المغربي بشكل كبير، وضمنها كعكة “تشورو” التي ينعتها البعض خطأ ب”خرينكو”، وهو ما لا صلة لها به. ولا تخلو شوارع مدن شمال المملكة المغربية من محلات صناعة كعكة “تْشُورُّو”، وهي حلوى لذيذة تعرف بشكليها الطويل الشبيه بالعصى الصغيرة، والدائري الذي يشبه فطائر “لسفنج” الذي له هو الآخر امتداد في عمق تاريخ المطبخ المغربي وكاسترونوميا التعدد الثقافي الذي تمتد جذوره إلى الشرق والغرب، وإلى بلاد الأندلس. يقول محمد التطواني صاحب محل ل“تشورو” وسط مدينة طنجة، إنه ورث الصناعة عن والده المعلم حسن، الذي كان معروفا في مدينة العرائش قبل انتقاله مع عائلته، لأسباب اجتماعية مرتبطة بالدراسة وتعليم الأبناء، إلى مدينة طنجة، حيث استقر هناك واستمر يخدم سكانها بصناعته لهم كعكة “تشورو”، الحلوى الأندلسية التي عادت مع من عاد من الموريسكيين النازحين من إسبانيا بعد طردهم من هناك أيام صولة ملك إسبانيا فيليب الثالث. ولإعداد “تشورو”، يقول التطواني إن السيدات المغربيات، خصوصا الشماليات يستعن بممر بلاستيكي من النوع المخصص للطعام، له أنبوب معدني أو من البلاستيك المقوى، يضعن فيه العجين ويضغطن عليه بقبضة اليد بقوة حتى تخرج عبر الأنبوب كعكة مُشكلة، عبارة عن قطعة عجين كاملة توضع بسهولة وسط المقلاة، فتكون إما طويلة مستقيمة، وإما دائرية معقوفة، يسرع الزبائن بتغميسها في الشوكولاتة أو العسل الزبد، مباشرة بعد نضجها وهي ساخنة. أما نحن في دكاننا، يعلق محمد الحلواني، فقد اخترنا صناعة “تشورو” بمهنية، ونظرا إلى الطلب المتزايد عليها بكثرة، فإن ذلك يتطلب منا صناعة آنية شبيهة بممر معدني على شكل قناة صغيرة، ندخل عبرها العجين ونقوم بدفعه بمدق معدني ليخرج في شكله المعروف، ثم بعد ذلك يقوم الحاذق بتصفيفه قطعا طويلة ودائرية، حسب طلب الزبائن، وسط مقلاة معدنية معدة لطهي “تشورو”، وتقديمه للزبائن في مساءات الشتاء البارد، وخلال مناسبات استقبال الضيوف. *العرب