زكرياء بلعباس – و م ع: يعد الخبز أحد الأطعمة الرئيسية في مائدة فطور أي عائلة مغربية، كما يشكل، خلال شهر رمضان، تجارة تدر أرباحا كبيرة على المخابز بمختلف جهات المملكة. ويخشى على هذا الطعام "المقدس"، الذي يتخذ عدة أشكال من قبيل (الخبز، والمحراش، والبطبوط، والبغرير، والمسمن،..)، ويشكل رمزا للتشاطر والود، من أن يلقى في القمامة، تبعا لعادات الشراء المفرط من قبل المستهلكين المغاربة، الذين تتملكهم حمى التبضع، خاصة طيلة هذا الشهر الكريم. وبالفعل، تتلقى المخابز ومحلات إعداد الحلويات هذا الإقبال الكبير بسعادة غامرة، وهي ترى رقم معاملاتها يرتفع في رمضان. وعلاوة على ذلك، فإن استعدادات المخابز ومحلات إعداد الحلويات لهذا الشهر تتم بشكل استباقي، وذلك لضمان التزود بشكل كاف ومستمر من المواد الأولية، حتى تكون قادرة على إنتاج كميات يومية من شأنها تلبية احتياجات زبنائها. فمن الخبز الفرنسي العادي إلى الحلوى الصغيرة التي لا يستطيع المستهلكون مقاومتها، تقترح المخابز جميع أنواع الأطباق الشهية التي تسهم في جذب الزبناء خلال أوقات الصيام. لكن يتعين على الزبون أن يكون في الوقت المحدد ليجد أمامه عددا كبيرا من الخيارات، ولكن أيضا بالكمية المطلوبة حتى يغادر المخبزة بكيس ممتلئ. الخبز .. ضرورة سن قانون لمحاربة التبذير ! ولمواجهة هذا الاستهلاك المفرط، دعا بوعزة الخراطي، رئيس الفيدرالية المغربية لحقوق المستهلك، إلى اعتماد قانون لمحاربة التبذير لترشيد استهلاك الخبز من قبل المغاربة، بالنظر إلى سلبيات التغذية القائمة على استهلاك الخبز. وأعرب السيد الخراطي في مقابلة مع مجلة "باب" عن أسفه "لكون المواطن المغربي يستهلك 1250 رغيف خبز في السنة. للأسف، نستهلك الكثير من الخبز، مع العلم أن ما يقرب من 11 مليار رغيف خبز يتم رميه سنويا في القمامة، هناك تبذير كبير للخبز". لأجل ذلك يرى أنه حان الوقت لإطلاق عمليات أو حملات تحسيسية، حتى يعي المغاربة هذه المشكلة ويقلصوا من استهلاك الخبز، من خلال اللجوء إلى بدائل أخرى كالأرز وغيره، مسجلا أنه "بالنظر لارتفاع سعر القمح دوليا، يجب على المستهلك المشاركة في تقليص حاجياتنا من الواردات ". وبشأن الجودة، يوضح رئيس الفيدرالية المغربية لحقوق المستهلك أن الخبز الجيد ينبغي أن يكون ذهبي اللون ومقرمشا، لكن لسوء الحظ فالخبز الذي نجده في السوق، أكيد أنه ذهبي اللون لكن بعد إضافة السكر (3 غرامات لكل وحدة خبز)، وهذا من شأنه إعطاء لون بني جذاب للخبز، لكن الخبز يبقى نيئا بالداخل، وبالتالي يشكل خطرا على الصحة ويصبح مصدرا لعدة أمراض. ثانيا، يضيف السيد خراطي، الدقيق الأبيض ممنوع الآن في عدد كبير من البلدان، بسبب منشأه الذي يعد عاملا محفزا لسرطان القولون، لأنه يتسبب في زيادة مفاجئة في مستوى الغلوكوز في الدم (السكر في الدم). ويرى أيضا أن الخبز الأبيض يحتوي، كذلك، على مواد مليئة بالمبيدات، لأنه إن لم يتخذ صاحب المطحنة الإجراءات اللازمة للتقليل من المبيدات إلى مستويات مقبولة، فإنها ستنتقل إلى المستهلكين. وقال إن المشكلة الثالثة الأكثر خطورة تتعلق بالسموم الفطرية، وهي السموم التي تنتجها أنواع مختلفة من الفطريات المجهرية التي تتطور أثناء تخزين الحبوب، وخاصة القمح، لاسيما في المناطق الرطبة. وتابع أنه "إذا لم تكن هناك رقابة صحية نوعية، فسيكون المستهلك معرضا لخطر حقيقي، لأنه يجهل الصيرورة التي تمر منها عملية التصنيع وعناصر التكوين. ولهذا تشترط الفيدرالية بخصوص الخبز الذي يباع خارج المخابز أن توضع فيه ملصقات تمكن من تتبع مساره". وبالموازاة مع ذلك، أكد السيد الخراطي أن الفيدرالية تدعو إلى تأطير القطاع، حتى يتمكن من صنع هذا الغذاء الذي يتم استهلاكه بشكل كبير في ظروف جيدة، طبقا للمعايير الصحية. كما أوصى بأن يقلل المستهلكون من استهلاكهم للخبز. وأبرز أنه "من الواضح أن الأمر سيكون صعبا بالنسبة للبعض، لأننا تعودنا على تناول الخبز، ولكن يجب على الأقل الامتناع عن شراء الخبز الأبيض". وخلص إلى أنه من الأفضل اختيار الخبز الكامل لأسباب صحية. "نطالب السلطات المختصة بالتحكم في القطاع من خلال إنشاء هيئة تنظيمية مسؤولة عن المراقبة، وهي المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني. فبموجب القانون 94-12، من المفترض أن ينهض بمهام التنظيم لكن، للأسف، فإن وضعه الإداري التابع لوزارة الفلاحة لا يمنحه هذه الصلاحية ". المغرب .. 5351 مخبزة – محل صنع الحلويات، برقم معاملات سنوي قدره 3 ملايير درهم وبلغة الأرقام، يتوفر المغرب على 5351 مخبزة عصرية وتقليدية، منها 84٪ نشطة وأكثر من 50٪ تعتبر فعالة، بحسب ما كشف عنه تقرير صادر عن المركز الجهوي للاستثمار لفاس- مكناس، نشر في شتنبر 2021. وبحسب المصدر ذاته، يصل رقم معاملات القطاع سنويا إلى ثلاثة ملايير درهم ، مضيفا أن عدد المخابز ومحلات صنع الحلويات انتقل من 342 مقاولة في 2019 إلى 448 في 2020. وتعد نسبة 39٪ من المقاولات العاملة في هذا القطاع والتي يقل عمرها الافتراضي عن خمس سنوات ويقل رقم معاملاتها عن 10 ملايين درهم، الأكثر عرضة للإفلاس. وبخصوص هذه النقطة، ورد في رسالة للفيدرالية الوطنية للمخابز والحلويات نشرت في ماي 2020، أن عددا كبيرا من المخابز في المغرب قد أ جبرت على الإغلاق، وسجلت أخرى قررت مواصلة نشاطها، انخفاضا كبيرا في رقم معاملاتها. وفي ما يتعلق بالهامش التجاري، أي العلاقة بين سعر شراء البضاعة وسعر بيعها، يشير المركز الجهوي للاستثمار فاس- مكناس إلى أنه يبلغ 25.3٪. وبشكل ملموس، بالنسبة للخبز الذي يباع بدرهمين، إذا كان سعر شراء البضاعة 1.6 درهم، فإن معدل الهامش هو 25٪؛ وإذا نجحت المخبزة في خفض سعر شراء البضاعة إلى 1.5 درهم فإن هامشها يرتفع إلى 33.3٪ .