في الوقت الذي ما تزال ردود الفعل المستنكرة لما اعتبر "فضيحة" أوراش برنامج طنجة الكبرى، التي أنجزت حديثا، مستمرة، بدأت تفاصيل الخلل الذي تسبب في وقوع فياضانات الاثنين الماضي، تأخذ منحى ربط مسؤولية ما حدث بتقصير جهات مسؤولة وفاعلين في مجال تدبير التطهير السائل، خلافا لما راج من ارتباط المعطى بخلل بنيوي. وتشير معطيات حصلت عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، من لدن مصادر مسؤولة بولاية طنجة، أن الفيضانات التي شهدها نفق قنطرة بني مكادة، بداية هذا الأسبوع، لم تكن واردة البتة، على اعتبار التقنيات التي تم تجهيز الورش بها تحسبا لأي اضطراب جوي من شأنه أن يتسبب في فيضانات محتملة على غرار ما حصل الاثنين الماضي. وحسب نفس المصدر، فأن ورش نفق بني مكادة تم تجهيزه بمضخات لشفط المياه المتجمعة نتيجة تساقطات محتملة، الا أن هذه الآليات لم يتم يتم تشغيلها بحكم أن المحور الطرقي ما زال في طور التجربة من طرف المقاولة التي تكلفت بإنجاز المشروع، الذي لم يتم حتى ألان تسليمه إلى السلطات المشرفة على مشاريع برنامج "طنجة الكبرى". وما زاد الوضع تفاقما، تورد ذات المصادر، تقصير الشركة المعهود لها تدبير مرفق التطهير السائل في المدينة، التي أهملت لمدة طويلة تسريح قنوات الصرف الصحي والوديان، مما يضع المسؤولية بالدرجة الأولى على عاتق الجماعة الحضرية، التي يربطها عقد تدبير مفوض مع الشركة المذكورة. وفي سياق ذو علاقة، علمت الجريدة، السلطة المفوضة لمرفق التطهير السائل (الجماعة الحضرية)، وجهت عتابا لشركة "أمانديس" بشدة على “التقصير” الذي حصل في صيانة ومتابعة وضعية البنية التحتية، وعدم تصفية المجاري المائية وقنوات الصرف الصحي كما يجب. وذلك خلال اجتماع جمع مسؤولي مدينة طنجة من منتخبين ومسؤولي الادارة الترابية مع ممثل الشركة الفرنسية. من جهتها قالت شركة أمانديس على صفحته الفايسبوكية إنها تبذل “كل المجهودات للتغلب على الفيضانات الناتجة عن تساقطات البارحة و تقليص تأثيرها على ساكنة طنجة”. و الاثنين الماضي، حولت التساقطات التي تهاطلت على مدينة طنجة لمدة ثلاث ساعات، نفق بني مكادة، الذي لم يمضي على افتتاحه سوى شهور معدودة، أقرب إلى مجرى مائي منه إلى ممر طرقي للسيارات، بعدما امتلأ بمياه الأمطار التي تجاوزت على ما يبدو كميتها سعة قنوات التصريف المتوفرة، وهو ما ألحق أضرارا ببعض السيارات التي كانت تهم بعبور هذا المحور الطرقي الحديث. ولم يختلف الوضع كثيرا على مستوى ساحة "الجامعة العربية"، المعروفة أكثر ب"رياض تطوان"، التي شهدت هي الأخرى ارتباكا مروريا، مما حول حركة السير والجولان إلى جحيم حقيقي بالنسبة لعدد كبير من المواطنين الذين كانوا بصدد استعمال هذا المحور الطرقي خلال المدة التي سجلت التساقطات المذكورة.