أجلت المحكمة الإبتدائية بمدينة طنجة، اليوم الخميس، النظر في الملف الذي يتابع فيه شخصين إثنين تم إعتقالهما بعاصمة البوغاز، في إطار عملية تفكيك شبكة كبيرة للإتجار الدولي في الكوكايين، أشرف عليها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وذلك إلى غاية الفاتح من دجنبر المقبل، قصد إفساح المجال أمام الدفاع وكذا هيئة الحكم من أجل الإطلاع على جميع تفاصيل القضية. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذا التأجيل جاء في أول جلسة من جلسات محاكمة المتهمين "ط.ط" و"ج.ت"، اللذين أعتقلا من طرف عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مؤخرا، حيث مرت المحاكمة وسط حراسة أمنية مشددة، نظرا لخطورة القضية وإرتباطها بمافيات كبيرة ودولية لتهريب والإتجار في مخدر الكوكايين. وأضافت المصادر ذاتها، أن إحالة المتهمين على المحكمة الإبتدائية، جاء بعد أن تم عرضهما على أنظار الوكيل العام للملك، حيث أن هذا الأخير قضى بعدم الاختصاص، لكون وقائع القضية لا تشكل جنايات، وهو الأمر الذي أدى إلى تكييفها على أنها جنحة، وبالتالي تم وضع الملف في المحكمة الإبتدائية. وكانت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد تمكنت يوم الأحد الماضي، من توقيف شخصين بمدينة طنجة بطنجة، وذلك للإشتباه في تورطهما في التهريب والإتجار الدولي بالمخدرات، وعلاقتها بالمافيا كبيرة تم تفكيكها بسواحل الداخلة. وأوضحت بعض المصادر، إن عناصر المكتب قامت بإلقاء القبض على المعنيين بالأمر، بالقرب من منطقة ملاباطا، حيث قاموا بمداهمة إحدى المقاهى المخصصة لتقديم "الشيشة" بالمدينة، والتي كان هؤلاء يترددون عليها بالإستمرار، الأمر الذي مكنهم من توقيفهم بعين المكان، حيث تبين أن هذين الأخيرين من أغنى أغنياء المدينة، وأن أحدهم مشهور بالإشتغال في مجالي العقار والصيد في أعالي البحار. وربطت ذات المصادر، إعتقال هذا الشخص، بالعملية الكبيرة التي أشرف عليها المكتب بتنسيق مع الدرك البحري والبحرية الملكية المكلفة بمراقبة المياه الإقليمية ، يوم الأحد، والتي أدت إلى إحباط إحدى أكبر وأخطر محاولات تهريب المخدرات القوية بسواحل مدينة الداخلة. وبهذا الخصوص، أوضح المكتب في بلاغ له، أن الشحنة القياسية وغير المسبوقة من المخدرات الصلبة (مخدر الكوكايين) التي تم حجزها، كانت قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية قبل أن يتم شحنها في عرض المياه الإقليمية تجاه سواحل مدينة الداخلة على متن باخرة صيد مسجلة تحت اسم "ZHAR2"، والمملوكة لأحد المتهمين بمدينة طنجة. وأضاف البلاغ، فإن إحباط عملية تهريب المخدرات القوية تم بناء على معلومات أمنية دقيقة ومعطيات محصل عليها من خلال تتبع نشاط كارتيلات المخدرات التي تسعى إلى استغلال الموقع الاستراتيجي للمغرب لجعله نقطة عبور لنشاطها الإجرامي.