نال الفيلم المغربي "مسافة ميل بحذائي" إعجاب عشاق الفن السابع خلال عرضه، أمس الخميس، ضمن الدورة ال27 لأيام قرطاج السينمائية التي يسدل الستار عليها غدا السبت. وبدا جليا التفاعل والتجاوب الكبير للجمهور الحاضر مع الفيلم الذي دخل غمار المنافسة ضمن مسابقة جائزة العمل الأول، بدليل الحفاوة والإشادة التي حظي بها مخرجه سعيد خلاف خلال نهاية العرض، وانطباعات نقاد تونسيين وعينة من الجمهور الحاضر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب خلاف، الذي تم ترشيح فيلمه هذا لتمثيل المغرب في مسابقة "الأوسكار" لسنة 2017 عن فئة " أفضل فيلم أجنبي"، عن غامر سعادته بعرض عمله الأول ضمن هذا المهرجان العريق، وبالتفاعل الحار والإعجاب الواسع الذي عبر عنه جمهور المهرجان. وأبرز خلاف أن المكونات الجمالية للفيلم، التي لم تقتصر على القصة الدرامية المؤثرة بل طالت الحبكة من خلال تداخل الأزمنة والترابط بين السرد السينمائي وجمالية التصوير وأداء ومهنية الممثلين، شكلت العوامل التي ساهمت في نجاح هذا العمل السينمائي، الذي ما فتئ يراكم النجاحات ويوشح بالجوائز منذ خروجه الأول. ويتناول فيلم "مسافة ميل بحذائي" ، الذي يجسد أدواره الرئيسية كل من النجمين أمين الناجي ونفيسة بنشهيدة إلى جانب راوية وسناء بحاج، قضايا أطفال الشوارع والتفكك الأسري والعنف ضد النساء، من خلال حكاية الشاب سعيد الذي قضى معظم مراحل طفولته مشردا بأحد أكثر الشوارع هشاشة في الدارالبيضاء، يصارع من أجل العيش بكرامة بعيدا عن عالم الجريمة والانحراف، في مجتمع لا يرحم تعرض فيه لأشكال من العنف والظلم والقهر. وتوج فيلم سعيد خلاف بالعديد من الجوائز وطنيا وعربيا، أهمها "السعفة الذهبية" لمهرجان الفيلم العربي والأوروبي في الأقصر، والجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وجائزة لجنة التحكيم في الدورة التاسعة لمهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر، كما حصل على نفس الجائزة في مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية. ويتنافس 18 فيلما سينمائيا لنيل جائزة المسابقة الرسمية الكبرى للأفلام الطويلة، منها الفيلمان المغربيان "ديفين" للمخرجة هدى بنيامينة، و"جوع كلبك" لهشام العسري، في حين يخوض فيلم "مسافة ميل بحذائي" غمار التنافس ضمن مسابقة "جائزة الطاهر شريعة" للعمل الأول، وفيلما "ثغاء" لمحمد عزام و"آية والبحر" لمريم توزاني، في إطار المسابقة الخاصة بجائزة الأفلام القصيرة. واختارت "أيام قرطاج السينمائية" المخرجة المغربية فريدة بليزيد ضمن أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بجائزة العمل الأول التي يترأسها المخرج التونسي سفيان الفاني، وكذا المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة (وخالد يوسف عضوا بها) ونديا مايمونا من بوركينا فاصو رئيسة للجنة تحكيم الأفلام القصيرة. وتم، خلال افتتاح الدورة يوم الجمعة الماضية، تكريم عدد من الوجوه الفنية المعروفة، منها المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، والسينغالي جبريل ديوب مامبيتي، والبوركينابي إدريسا ودراووغو، والإيراني عباس كياروستامي، والتونسية كلثوم برناز. وكانت الجائزة الكبرى للدورة السابقة للمهرجان من نصيب الفيلم المغربي "جوق العميان" للمخرج محمد مفتكر.