إذا كانت الاختلالات المزمنة التي يعاني منها قطاع التعليم، تحول دون تحقيق التحصيل الدراسي المبتغى عند التلاميذ، فإن الأمر يمكن أن يتطور إلى حد يهدد سلامة وحياة الممدرسين، على غرار ما هو حاصل في الثانوية الإعدادية "ابن طفيل" التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية طنجةاصيلة. ورسمت جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية "ابن طفيل"، وضعا سوداويا للحالة البنيوية التي ترزح تحتها هذه المؤسسة التعليمية، التي تعد من بين البنايات المهددة بعض أقسامها بالانهيار، مما يمكن أن يؤدي إلى كارثة حقيقية، حيث تنتشر عشرات التصدعات والشقوق في مختلف أرجاء وجنبات مرافق المؤسسة. وتفيد معطيات أوردتها سلسلة مراسلات قامت بها جمعية أباء وأولياء تلاميذ المؤسسة، أن الوضع بالثانوية ازداد تفاقما مع انطلاق الموسم الدراسي الجاري، بالرغم من عدة زيارات لعدة لجان تمثل الجهات الوصية على قطاع التعليم وكذلك السلطات المحلية، غير أن هذه التحركات لم يحمل أي جديد، مما يجعل الدراسة في المؤسسة محفوفا بمخاطر كبيرة على التلاميذ وكذا الأطر التربوية. وبالرغم من إقرار جميع هؤلاء المسؤولين، لخطورة الوضع الراهن، والذي تطلب إغلاق عدد من الأقسام الدراسية تحسبا لوقوع أي حوادث انهيار، إلا أن إكراهات الاكتظاظ الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة، أجبر إدارة المؤسسة على إعادة فتحها للاستعانة بها في إيواء الأعداد الكبيرة من الممدرسين التي تفوق الطاقة الاستيعابية للقاعات الدراسية المتاحة. ويطالب آباء وأولياء التلاميذ، ومعهم الأطر التربوية، بتدخلات عاجلة لإصلاح الوضعية البنيوية لهذه المؤسسة التعليمية، مع تسوية وضعية بعض العقارات المجاورة لمحيط المؤسسة، بهدف تمكين التلاميذ من ممارسة حصص التربية البدنية.