احتضنت أصيلة بحر الأسبوع الجاري، فعاليات الجامعة الصيفية للعدول الشباب، التي تنظمها الجمعية المغربية للعدول الشباب بشراكة مع الهيئة الوطنية للعدول والمجلس الجهوي لعدول استئنافية طنجة، تحت شعار : " تأصيل الوعي المهني والرفع من الثقافة التنظيمية لتأهيل العمل المؤسساتي والإستجابة لمتطلبات المرحلة "، بحضور عدد هام من العدول والخبراء والمختصين بمختلف ربوع التراب الوطني. وتميز حفل الإفتتاح بحضور بعض الرؤساء السابقين للهيئة ورؤساء المجالس الجهوي للعدول، وكذا ممثلي فروع الجمعية المغربية للعدول الشباب، إلى جانب حضور رئيس الهيئة الوطنية للعدول محمد ساسيوي والذي أكد في كلمته بالمناسبة أن القطاع يمر بمرحلة دقيقة، مشيرا بأن المكتب التنفيذي للهيئة لم يدخر جهدا في الدفاع عن الحقوق المشروعة للعدول ومطالبهم العادلة، ودعا ساسيوي، العدول إلى تفكير مشترك نحو انطلاقة جديدة وتحديث الحياة المهنية بشكل ايجابي وطرق أبواب العولمة والتكنلوجيا لتوفير الرصيد العلمي، مؤكدا تطلع العدول إلى وضع مهني جديد عنوانه الإستقرار والكرامة المهنية. من جانبه أشار محمد شطيبات رئيس المجلس الجهوي للعدول باستئنافية طنجة بأن القطاع يمر بمرحلة دقيقة لابد من حسن تدبيرها من أجل تجنب الأسوأ، كما دعا إلى توحيد الرؤى ونسيان الخلافات، والخروج بتصور واضح من أجل الدفاع عن مهنة العدول، كما أبدى امتعاضه من عدم تفاعل مسؤولي وزارة العدل مع قضايا القطاع، حيث لازال العدول يتعاملون مع المهنة بالوسائل التقليدية التي لا تتناسب مع الوقت الحاضر، مطالبا بوضع قانون تتوفر فيه كل الإمكانيات والآليات التي من شأنها الرفع من مستوى مهنة العدول وجعلها في مصاف باقي المهن القضائية. و أشار سعيد الصروخ منسق الجمعية العامة لعدول المملكة وعضو لجنة الحوار مع وزارة العدل من أجل تعديل القانون 16.03 بأن الوضع المهني يتميز حاليا بحراك سجله العدول تعبيرا عن غضبهم جراء شعورهم بأن ملفهم المطلبي لم يتم التعامل معه بالجدية المطلوبة، لا سيما وأن الحوار مع وزارة العدل استمر لمدة 10 سنوات، مضيفا بأن مطلب العدول هو الوصول إلى قانون حداثي يوفر الحماية للعدول ويجعل العدول قادرين على تحقيق الأمن التعاقدي، ويحقق إمكانيات الرقي بالمهنة. وشهد اليوم الثاني حفل تكريم النساء العدول اللواتي التحقن لأول مرة في تاريخ مرة بمهنة التوثيق العدلي، حيث منحت لهم دروع التكريم من طرف بعض رؤساء المجالس الجهوية للعدول الحاضرين في الجامعة الصيفية إلى جانب مسؤولي الهيئة الوطنية للعدول والجمعية المغربية للعدول الشباب، على هامش الحفل الذي أحيته المجموعة الإنشاديةبرآسة سعيد الرميوق، وقالت عائشة بلحسين، العدل باستئنافية أكادير ورئيس فرع الجمعية المغربية للعدول الشباب بأكادير في تصريح بالمناسبة إن دخول النساء لممارسة مهنة العدول ليس بالأمر الهين في ظل عدم تحيين القانون المنظم للمهنة، مضيفة بأن العدول يخوضون الآن معركة احتجاجية من أجل المطالبة بإصدار قانون يواكب المستجدات التشريعية ويتناسب مع مضامين الدستور والذي من شأنه مساعدة العدول، والنساء منهم على وجه الخصوص على ممارسة المهنة بطريقة سلسلة، علما أن إخراج الوثيقة العدلية يستغرق وقتا طويلا مابين خطاب القاضي وتضمينها من طرف النساخ. في نفس السياق قالت صابرين، عدلة باستئنافية مدينة وجدة إن مهنة العدول هي مهنة عريقة ومهنة شريفة لكنها تعاني من مجموعة من المشاكل، مطالبة بتغيير القانون المنظم للمهنة 16.03 الذي يخل – حسب رأيها – بمبدأ المساواة المنصوص عليه في الدستور، كما أشارت إلى أن مجموعة من نصوص خطة العدل لا تساير المرأة العدل، وطالبت أيضا بإلغاء مؤسسة الناسخ ومؤسسة قاضي التوثيق، متساءلة كيف يعقل أن وثيقة الموثق تكتسي الصبغة التنفيذية بمجرد توقيعها بينما العدل مطالب بتضمين الوثيقة من طرف النساخ ومخاطبة قاضي التوثيق وهو المر الذي يستغرق وقتا طويلا، مما يجعل العدول يشعرون ب " الحكرة " كما أنهم يجدون صعوبات من أجل إقناع المواطنين بهذه الإجراءات، مع أن العدول تلقوا نفس التكوين الذي تلقاه الموثقون، ومنهم من يتوفرون على كفاءات عالية. وتتضمن الجامعة الصيفية للعدول الشباب بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات والورشات التكوينية التي يشرفها على تأطيرها خبراء ومتخصصون في حقول متعددة ، أنشطة رياضية وترفيهية وحصص في التنمية الذاتية وتكريمات ولقاءات تواصلية مع مسؤولي الهيئة الوطنية للعدول والجمعية المغربية للعدول الشباب. .