يشكل رواق المغرب بالمعرض الدولي للكتاب ببنما نافذة مشرعة على غنى الثقافة المغربية العريقة، من خلال عرض حوالي مائة مؤلف باللغة الاسبانية تتناول مختلف الجوانب الحضارية والثقافية للمملكة. ويشهد الرواق المغربي، الذي ينظمه مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو بتعاون مع سفارة المملكة بالشيلي، توافدا مهما من قبل زوار المعرض الراغبين في الاطلاع على تراث وثقافة المملكة، التي تعد البلد العربي والإسلامي والإفريقي الوحيد المشارك في الدورة الثانية عشرة من المعرض. وبفضل تنوع المؤلفات المعروضة، يعتبر الرواق المغربي تجسيدا بحق لشعار المعرض "كتاب، رحلة نحو الخيال"، الذي تنظمه الغرفة البنمية للكتاب، إذ تمكن المؤلفات التي تزين رفوف الرواق الزوار من القيام برحلة خيالية نحو مجموعة من أهم مدن المملكة، وتقليب صفحات من الحضارة والثقافة المغربية العريقة والغنية بمختلف روافدها. ولقي الرواق المغربي اهتماما كبيرا من قبل الزوار، كبارا ويافعين ورجالا ونساء، ما شكل "مفاجأة سارة" وفق ما أكد المشرف على الرواق، المدير السابق لمركز محمد السادس لحوار الحضارات، أحمد آيت بلعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. وقال السيد بلعيد إننا "لم نكن نتوقع هذا الاقبال، بحق إنها لمفاجأة سارة هذا التوافد من قبل الزوار الساعين لمعرفة مزيد من المعلومات عن المغرب، هذا البلد التي كان على الدوام ملتقى للثقافات والحضارات". في السياق ذاته، أشار إلى أن هذه المشاركة الأولى للمملكة المغربية في المعرض الدولي للكتاب ببنما، الذي سيستمر إلى غاية 21 غشت الجاري، تعد "فرصة لتقريب الثقافة والحضارة المغربية إلى بنما خاصة، وأمريكا الوسطى على العموم بالنظر إلى عدد المهاجرين الأجانب بهذا البلد اللاتيني". وأضاف أن هذه المشاركة، التي جاءت بمبادرة من مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو، الوحيد من نوعه بأمريكا اللاتينية، ومن السفارة المغربية بالشيلي، تندرج في إطار برنامج طموح للمركز للانفتاح على ثقافات ودول أخرى وإيصال الثقافة المغربية إلى كافة بلدان المنطقة. وتزين رفوف الرواق، الذي يوجد بالجناح الدبلوماسي للمعرض إلى جانب المكسيك وغواتيمالا وإسبانيا وبيرو وكوستاريكا، روايات ودواوين شعرية مترجمة إلى الإسبانية لكل من عبد اللطيف اللعبي ووداد بنموسى وأحمد بوزفور وعائشة بصري، بالإضافة إلى مؤلفات وبحوث حول المغرب لعدد من الكتاب الأجانب، وملخصات أشغال الملتقى الدولي لحوار الحضارات الذي ينظمه مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو، التي تبعد بحوالي 400 كلم شمال العاصمة سانتياغو. كما يضم الرواق قسما خاصا تعرض فيه مؤلفات تتناول الجهوية الموسعة وقضية الصحراء المغربية ومشروع الحكم الذاتي ومكانة المرأة في المجتمع المغربي، وحقوق الانسان، وتجربة الانصاف والمصالحة، وغيرها. بهذه المناسبة، أهدى رواق المغرب أزيد من 50 مؤلفا إلى المكتبة الوطنية ببنما في مبادرة ترمي إلى فتح نافذة دائمة أمام الباحثين البنميين للاطلاع على مختلف جوانب حضارة المملكة المغربية. في هذا السياق، أبرزت المديرة التقنية للمكتبة الوطنية البنمية، غوادالوبي دي ريفيرا، في تصريح مماثل، أن هذه الكتب "ستقوم، بطبيعة الحال، بالتعريف بالمغرب ببنما، خاصة وأن المكتبة الوطنية تشكل مرجعا للعديد من الباحثين لتعميق معرفتهم بثقافات وعادات البلدان الأخرى من خلال المراجع الصادرة بالإسبانية". وستقوم إدارة المكتبة الوطنية، التي تعتبر قلب الذاكرة الوطنية البنمية، بتصنيف وترقيم هذه الكتب ووضعها رهن إشارة القراء في القسم المخصص للمؤلفات الأجنبية بالمكتبة. كما يتميز الرواق المغربي بتقديم ورشة في فن الخط العربي المغربي الأصيل تشرف عليها الخطاطة الشيلية جيسيكا غودوي التي تتلمذت على فنون الخط على يد من كبار الخطاطين المغاربة، وفي مقدمتهم محمد قرماد. وأسرت بأن مشاركتها في هذا المعرض شكلت مناسبة للتعريف بفن الخط العربي الذي تطلب منها سنوات من التعلم وعدة سفريات إلى المغرب للالتقاء بكبار الخطاطين المغاربة. وخلال اليومين الأولين من المعرض، توافد أزيد من المئات من الأشخاص على الرواق طلبا للحصول على تذكار كتابة أسمائهم بخط مغربي أصيل مكتوب على ورق صقيل منمق بزخارف مغربية تقليدية. (*) و م ع