يعيد فصل الصيف، ترتيب تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بشكل لافت على مستوى العديد من المناطق السياحية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، نتجية تصاعد السياحية الداخلية الأمر الذي يخلف العديد من الظواهر من الاختناق المروري وارتفاع الأسعار. في مدينة طنجة، بالرغم من أشغال التوسيعة التي عرفتها اغلب المحاور الطرقية، ما زالت مدينة البوغاز، تعيش حالة اختناق مروري كثيف في مختلف شوارعها الرئيسية، بشكل لم تكن تشهده منذ سنوات، مما يجعل التنقل بالمدينة أشبه بقطعة جحيم، وهو الأمر الذي أثار الكثير من القيل والقال عن أسباب هذا الاختناق المروري والازدحام في الأماكن العمومية. وترافقت هذه الظاهرة مع تعليقات ساخرة حول الاكتظاظ الذي يعود إلى الهجرة الداخلية الكثيفة وعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج،" المغرب كامل في طنجة" يعلق شاب على الاختناق المروري الذي أصبح يثير ساكنة طنجة، يضاف إليها ارتفاع كبير في أسعار العقار والكراء. في الساحة المقابلة لمحطة القطار بمدينة طنجة، يقف سائقو التاكسيات، يعرضون خدماتهم على المسافرين الراغبين في مواصلة رحلتهم إلى مدينة مارتيل الشاطئية. المسافرون الذين يقبلون بالعرض، يدخلون في مساومات طويلة، مع أصحاب التاكسيات، حول سعر الرحلة، الذي ارتفع في هذه الأيام بحوالي النصف، إلى مدينة تطوان، التي تبعد بحوالى 50 كيلومتراً عن مدينة طنجة. إقبال كبير على مدن تطوان، مارتيل، الفنيدق والمضيق، والطلب كبير على الفنادق والإقامات الشاطئية، من قبل الأسر المغربية القادمة من غرب ووسط المملكة. هذا الاختنتاف والازدحام في مختلف الأماكن السياحية والشوارع الرئيسية، يجد تبريره في الأرقام المقدمة من طرف العديد من المصالح عن السياحة، حيث تكشف هذه الأرقام عن بلوغ جميع الفنادق ومؤسسات الايواء نسبة ملئ كاملة، نتيجة مايعرف بالسياحة الداخلية بطنجة وبقية مدن الجهة، التي أصبحت أبرز وجهة لآلاف الزوار من جميع المدن المغربية نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تتمتع بها المنطقة. الأرقام والمعطيات الرسمية، ليست فقط الشاهد الوحيد على أن المنطقة الشمالية أصبحت، الوجهة المفضلة لآلاف المغاربة، الذين قرروا قضاء جزء من عطلتهم الصيفية فيها. فالكثير من السكان يجمعون على أن مدينتهم باتت منذ سنوات، تتحول إلى "مغرب صغير"، ما جعل اللهجات واللغات تعرف فسيفساء وخليطا من المغرب وخارجه في مختلف الأماكن.