تستمر فعاليات مهرجان العرائش الدولي للثقافة والفنون والتراث، إلى غاية 30 يوليوز الجاري.وشهد يوم أمس الخميس ،تنظيم مسابقات في رياضات القنص،والرماية،، والسلوقي، وعروض في التبوريدة.وخطفت الأضواء، العشرات من كلاب السلوقي الرشيقة، التي شاركت في نهائي المسابقات،فاز فيها سلوقي من سوق الأربعاء،فيما إحتل المرتبة الثانية،متسابق من مولاي بوسلهام،وحل ممثل مدينة العرائش في المرتبة الثالثة. محمد العربي الهواري،نائب رئيس جمعية عبد الصمد الكنفاوي المنظمة للمهرجان،والذي يشغل في نفس الوقت،رئيس فرع الجامعة الملكية المغربية للصيد التقليدي (بما فيه السلوقي والصقر والرماية والفرس)،أعرب عن سعادته لتوافد هذا العدد الكبير من كلاب السلوقي، التي وصل عددها لحوالي 70 ،للمشاركة في مسابقات مهرجان العرائش. وعن تبني ثقافة تربية السلوقي، والرعاية التي يوليها المغاربة،وخاصة في المناطق الشمالية،إعتبر الهواري نائب رئيس الجمعية، بأن الصيد بالسلوقي والصقر وكذا النبال، كانت من هوايات أجدادنا،و"كنا نحن الأوائل على مر العصور" .وأضاف الهواري " كان المغاربة سباقون لهذه الرياضة ". وذكر الهواري بأن جمعيتهم، أرادت إعادة الإعتبار للموروث الثقافي المتعلق بتربية السلوقي، "التي بدأت تضمحل ،وتختفي من المشهد الرياضي،على عكس ما كانت عليه في السابق". وكشف نائب رئيس جمعية عبد الصمد الكنفاوي المنظمة للمهرجان ،بأن مقامه لسنوات طويلة، في دولة قطر،جعله يكتشف أن شعوب تلك المنطقة من الخليج، يعشقون كلاب السلوقي ويولونها عناية كبيرة.بل وصل بهم الأمر إلى حد تدريسه للناشئة وللصغار .وهي الدفعة التي جعلته يقرر نقل هذا العشق للأطفال، والشباب في مناطق المغرب المختلفة. للأطفال، والشباب في مناطق المغرب المختلفة. وكلب السلوقي هو نوع من كلاب الصيد، موطنه شمال إفريقيا،خصوصا المغرب والجزائر،وتونس،وليبيا.و يعتبر من أسرع الحيوانات ذات الأربع قوائم بعد الفهد الصيّاد، وتصل سرعته إلى 80 كيلومتر في الساعة تقريبا، والسلوقي المغربي الحر يمتاز بالسرعة الفائقة، وهو أطول نفسا من الفهد،إذ أنه يجري لمسافات طويلة دون تعب، ويتحمل مشقة المطاردة في مختلف الظروف، ويبلغ طوله حوالي مترين،أما وزنه، فما بين 40 و50 كيلوغرام،ويتكون غذائه الأساسي، من البيض وزيت الزيتون. محمد العربي الهواري إستطرد، بأن المغاربة أولى بهذه الهواية،" لأن أجدادنا في المغرب، كانوا الأولين في تربيته". وحبهم له لا حدود له.مشيرا إلى أن الفائز الذي إحتل المرتبة الأولى، بكى من شدة الفرح ورفح كلب السلوقي فوق أكتافه، ردا للجميل.يُعلق الهواري. إن كلاب السلوقي، يوضح نائب رئيس الجمعية "معروف عنها الوفاء لصاحبها بشكل كبير، حتى أنها لا تأكل الطريدة التي تصطادها، بل تُسلمها لصاحبها، إلا إذا كانت تعاني من جوع شديد " . وعن أجواء وطريقة تنظيم مسابقة السلوقي، يتم وضع الكلاب في وضعية وخط متساوي وأفقي،ثم تطلق طريدة صناعية، تكون مربوطة بجهاز يجري بسرعة كبيرة، ويتخيلها السلوقي أرنبا، وحينما يتمكّن منها يسلّمها لصاحبه، و"هذه قمّة الوفاء" يقول محمد العربي الهواري. يحكي الهواري على فترة زمنية ماضية، حينما كان "أجدادنا يُخضّبون رؤوس كلاب السلوقي بالحناء، ويضعونها أيضا على قوائمهم، بل يصل ببعض المربّين، إلى السماح لكلاب السلوقي، بالنوم على أسرّة غرفهم، بينما ينام صاحب السلوقي فوق الأرض.وهذا "بسبب المحبة وعلاقة الوفاء الكامنة بينهما" يضيف الهواري. ويقول ذات المتحدث " أشعر بالفخر لإحياء هذه الرياضة في نفوس الشباب،وأنا سعيد لأن عدد الذين شاركوا في مهرجان العرائش هذه السنة ،بلغ 90 شخصا من مختلف مدن المغرب". يتفائل الهواري بمستقبل هذه المسابقة،وذكر بأنه تفاجأ حينما زار منطقة عرباوة مؤخرا، لحضور مسابقة شارك فيها أكثر من ألف كلب سلوقي. وقال إن لديه حلم، في إقناع المسؤولين، لإدماج رياضة الصيد بالسلوقي في المشهد الرياضي الوطني، مثلها مثل رياضة كرة المضرب، وكرة القدم،و"أنا أدعو من هذا المنبر للحفاظ على تراث أجدادنا " يختم مُحدثنا. وعلى هامش المسابقات الرسمية، إلتقى موقع طنجة24، برؤساء وأعضاء في جمعيات الأمل للصيد التقليدي والسلوقي،والوفاق لصيد الذئب والثعلب،وجمعية النجوم للصيد بالسلوقي،القادمين من مناطق مجاورة لمدينة فاس ومولاي يعقوب،وأعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في مهرجان العرائش،وكشفوا لموقعنا بأنهم يعيشون بكل جوارحهم مع كلاب السلوقي، منذ أن تكون جراء صغيرة. وأضاف حميد الكيلي رئيس جمعية الأمل للصيد التقليدي والسلوقي "نحن نخصص ميزانية نقتطعها من طعامنا ومعيشتنا، ونمنحها للسلوقي" وزاد "نحرص على تقديم الأدوية وتطعيم السلوقي حتى يبقى بصحة جيدة ". وإشتكى الكيلي من عدم توفير السلطات المعنية،أي دعم مالي ومعنوي لجمعياتهم،وطالب بتخصيص محميات ومجالات غابوية لصيد الثعالب والذئاب والأرانب،بطريقة قانونية تحافظ على البيئة. ملوحا بأنهم قد يصبحوا مضطرين للتخلي عن هذه الرياضة التراثية، بسبب تكاليفها المادية،وكذا لتجاهل المسؤولين لهم، وعدم الإهتمام بهم، سواء فيما يخص التراخيص،أو تقديم الدعم المالي،التي تتطلبها تغذية وتطبيب كلاب السلوقي " حتى لا تنقرض عادات أجدادنا " . يشار إلى أن جمعية القنّاص القطرية، قدّمت أمس الخميس بحضور شريكها المحلي جمعية عبد الصمد الكنفاوي، دروعا ومبالغ مالية، تراوحت بين ألف، و5 آلاف درهم، للفائزين في مسابقات السلوقي والقنص لفئة الهواة المحترفين،دعما وتشجيعا لهم .