يعرف الرواج الاقتصادي الذي تشهده المدن الساحلية التابعة لولاية تطوان واقليم شفشاون كل فصل صيف، تراجعا ملحوظا خلال موسم الصيف الجاري مقارنة بالسنوات الماضية، وتدل على هذا التراجع العديد من المؤشرات من أبرزها تراجع الطلب على اكتراء المنازل والاقامات المخصصة للسياحة الصيفية. مدينة مارتيل التي تعد من أبرز الوجهات السياحية المفضلة للمغاربة خلال فصل الصيف، لا تشهد ذلك الاقبال الحاشد من طرف السياح المغاربة الذي عرفت به، حتى أثمنة كراء المنازل والاقامات انخفضت بشكل كبير مقارنة بالسنتين الاخيرتين. في بحث على الانترنيت عن بعض الوكالات المتخصصة في كراء المنازل والاقامات بمرتيل، تبين أن أثمنة الكراء تتراوح ما بين 200 درهم لليوم الواحد فما فوق، لمنازل واقامات في أماكن جيدة وقريبة من الشاطئ. قبل سنتين كان من المستحيل طبعا أن تنخفض الاثمنة إلى حدود 200 درهم لليلة الواحدة، ففي تقارير سابقة أنجزتها "طنجة 24" في السنتين الاخيرتين كانت اثمنة الكراء لا تنخفض في مرتيل عن 500 درهم لليلة الواجد وبعض الاقامات تصل إلى اكثر من 1000 درهم لليلة. وتعتبر مدينة مرتيل مثل جهاز "التيرموميتر" الذي يمكن القياس عليه باقي احوال المدن الاخرى، فمدينة المضيق المجاورة تعرف نفس الحالة مثلهما مثل القرى الساحلية الصغيرة التابعة لاقليم شفشاون التي لا تتعدى فيها أثمنة الكراء حاليا 300 درهم لليلة الواحدة حتى للمنازل والاقامات المطلة على الشاطئ. سبب هذا التراجع، والذي استقيناه من خلال منشورات العديد من الفاعلين بمدينة مرتيل على صفحات الفايسبوك، يرجع إلى الجشع الكبير الذي أصاب اصحاب الاقامات والمنازل في السنوات الاخيرة حيث كانوا يستغلون الاقبال الكثيف للسياح لكراء منازلهم بأثمنة خيالية جدا. بعض الفاعلين نشر على حسابه في الفايسبوك منشورا يعطي صورة ناصعة لأسباب تراجع الرواج الاقتصادي الصيفي بمرتيل حيث قال " ثمن ركن سيارة في "باركينغ" وصل في مرتيل إلى 20 درهما فإذا كان هذا ثمن الباركينغ فكيف ستكون اثمنة كراء في الشقق والمنازل؟ هذا الجشع سيقضي على الجميع".