أعرب مهنيو قطاع الصيد البحري المغاربة والاسبان، اليوم الثلاثاء بطنجة، عن حرصهم على تعزيز التعاون المشترك بشكل أكبر، و التزامهم الراسخ بمواصلة تعزيز علاقات التعاون المهنية لدعم الشراكة الاستراتيجية، التي تجمع المملكتين في العديد من المجالات الاقتصادية الحيوية، بما في ذلك قطاع الصيد البحري. كما أكد المشاركون في اللقاء المغربي الاسباني الاوروبي للمنظمات المهنية للصيد، الذي التأم اليوم بمدينة البوغاز، حرصهم كذلك على الدفاع عن المصالح المشتركة لمهني قطاع الصيد البحري وتنسيق جهودهم لضمان الاستغلال الأمثل للموارد البحرية وحمايتها واستدامة الموارد السمكية في منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل عام. وبهذه المناسبة، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، أن اللقاء، المنظم بشكل مشترك من قبل مهنيي الصيد البحري بالمغرب وإسبانيا، يعد إطارا متميزا لتبادل وجهات النظر والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن مثل هذه الفعاليات يجب تشجيعها باعتبارها تندرج في إطار الشراكة التي تفضي إلى الاستغلال العقلاني والامثل للموارد البحرية وضمان استدامة هذه الموارد. وأكد الوزير أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب واسبانيا تسير في منحى تصاعدي بشكل ملحوظ وتبرهن على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تزيدها القواسم التاريخية والجغرافية المشتركة متانة وقوة وصلابة، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعكسها المؤشرات الاقتصادية والتجارية وحجم وقيمة المبادلات والاستثمارات المهمة لرجال الاعمال الاسبان في المغرب والحضور البارز للجالية المغربية بإسبانيا. وأبرز أخنوش أنه وبالإضافة الى هذا التعاون الثنائي المتميز، فإن العلاقة بين المغرب واسبانيا تشكل دعامة قوية للعلاقة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي. من جانبه، قال الكاتب العام لقطاع الصيد بوزارة الفلاحة والتغذية والبيئة الإسبانية أندريس هيرميدا تراستوي إن علاقات التعاون المتميزة بين المغرب وإسبانيا، ولا سيما في المجال الفلاحي والصيد البحري، تحمل آفاق واعدة وتساهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأكد المسؤول الاسباني على أهمية اتفاقية الصيد البحري المبرمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ في 15 يوليوز 2014، لدعم التعاون في هذا المجال الاقتصادي الحيوي، وكذا في ضبط شروط استغلال وتدبير الموارد البحرية، مشيرا إلى أن لقاء طنجة يعد فرصة لمناقشة التدابير اللازمة لتنفيذ وبلورة مقتضيات الاتفاق المغربي الاوروبي، وضمان المحافظة على الموارد البحرية واستدامتها. واعتبر اندريس هيرميدا أن المغرب يضطلع بدور أساسي في الحفاظ وحماية الموارد البحرية في البحر الأبيض المتوسط"، مشيرا إلى ضرورة توحيد جهود جميع دول حوض المتوسط من اجل فرض استغلال ناجع ومنصف ومستدام للموارد البحرية والمحافظة عليها للاجيال القادمة. من جهته، شدد رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية يوسف بن جلون، على الدور الرئيسي الذي تضطلع به اللجنة المشتركة في تعزيز العلاقات بين المغرب واسبانيا، وايجاد الحلول العملية للعديد من القضايا المهنية والمساهمة في ابرام العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية بين المغرب وشركائه الاوروبيين. وأشار بالمناسبة إلى المقاربة التي تتبناها هذه اللجنة، والتي تقوم على أهمية دور مهنيي الصيد البحري في ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وتوفير آلية التحاور والنقاش لتعزيز العلاقة بين الجانبين، وهو ما يساهم، من وجهة نظره، في تنمية قطاع الصيد البحري والتغلب على المعيقات وجعل القطاع قاطرة اساسية في دعم العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. من جانبه، قال رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلياس العماري، أن هذا اللقاء المشترك يهدف أيضا الى توحيد رؤى مهنيي قطاع الصيد البحري المغاربة والإسبان، والدفاع عن مصالحهم المشتركة وتوحيد جهودهم لتعزيز التعاون ومواجهة كل التحديات والصعاب التي تعتري هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك الحفاظ على الموارد البحرية والعمل على استدامتها ومكافحة التلوث البحري، مبرزا ان الحوار والعمل التشاركي والتعاون المثمر هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول لكل القضايا التي تستأثر باهتمام الجانبين. وأشار، بالمناسبة، إلى أن المنتدى المتوسطي للمناخ (ميدكوب 22)، الذي سينعقد يومي 18 و19 من يوليوز الجاري بطنجة، يشكل بدوره فرصة لتوحيد جهود بلدان البحر الأبيض المتوسط في قضايا المناخ، والتخفيف من آثار وتداعيات تغير المناخ التي تهدد النظم الايكولوجية في العالم بشكل عام وفي منطقة المتوسط بشكل خاص، مضيفا أن المغرب واسبانيا مدعوان اكثر من أي وقت مضى لتكثيف جهودهما لضمان المساواة والاستدامة في تدبير مواردهما البحرية. من جهته، قال الخطاط ينجا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب أن اجتماع طنجة هو فرصة لتسليط الضوء على الروابط السياسية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية المتميزة التي تجمع بين المغرب واسبانيا، مشيرا الى أن قطاع الصيد البحري يعد العمود الفقري للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل بالأقاليم المغربية الجنوبية. وحث في هذا السياق رجال الأعمال الإسبان للاستفادة من الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة بالمناطق الجنوبية للمغرب والامتيازات المقدمة في هذا السياق، والاستفادة كذلك من الإمكانات والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة مع إطلاق العديد من المشاريع البنيوية والتنموية المهيكلة، تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتم على هامش اللقاء المغربي الاسباني تكريم شخصيتين بارزتين في مجال قطاع الصيد البحري، ساهمتا كل من موقعه في دعم العلاقات بين المملكتين والرفع من قيمة ومردودية هذا القطاع وتثمين منتوجاته، ويتعلق الامر بكل من السيدة كارمين فراغا، الكاتبة العامة السابقة لقطاع الصيد بإسبانيا وأحد المساهمين في صياغة اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوروبي ومقررة البرلمان الاوربي السابقة، والسيد لحسن بيجديكين أحد أبرز مهنيي قطاع الصيد البحري في المغرب عامة وجهة سوس ماسة بشكل خاص.