"كل عام وأنتم بخير".. أربع كلمات ربما يزيد عليها التمني بقضاء عيد سعيد مع الأهل والأقارب، لكن المفارقة أن الأهل والأصدقاء هم من يبعثون بهذه الرسائل على الفيسبوك وتويتر فيما بينهم، مستفيدين بما تتيحه هذه الوسائل من تواصل عن بعد. لكن حالة من الحنين إلى الماضي تظهر بين مستخدمي هذه الوسائل، حيث يرون أن هذا التقليد الجديد أثر بشكل كبير على التواصل الحقيقي بين الناس في هذه المناسبات، وباعد أكثر بينهم. ويقول غسان على صفحته بفيسبوك: "قديما كانت التهنئة بالعيد وجها لوجه، مع المصافحة و الابتسامة و الكلام اللطيف.. أما الآن فالتهنئة اقتصرت على الفيسبوك وتوتير والواتساب". ويعلن غسان عبر صفحته أنه لن يتغير "فسوف أبقى مع القديم ..مع الأصول الجميلة". وجرت العادة في الأعياد على تجمع الأهل والأصدقاء وقضاء الوقت معا، وهي فرصة للتواصل العائلي الذي تؤثر عليه مشاغل الحياة. وقبل وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، كان اللجوء إلى الهواتف هو الطريق الأسهل بالنسبة لهؤلاء الذين لا يستطيعون الالتقاء بسبب البعد الجغرافي. ويقول محمد عناني "أين التهنئة بالعيد في التلفونات؟ لماذا لا نسمع صوت بعضنا؟". وحلت الكلمات المقروءة محل الصوت والرؤية في كثير من الأحيان، وهو ما ينتقده كثيرون حتى ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أنفسهم. وينصح محمد سيد عامر أصدقائه بالقول: "فى هذا اليوم العظيم لا تجعل التهنئة بالعيد على الفيس بوك بديلا عن الزيارات التى تزيد أواصر المحبة.. كل عام وأنتم بخير". لكن على الجانب الآخر، يرى كثيرون أن الفيسبوك وتويتر قرب كثيرا من المسافات بين الذين يتعذر كثيرا لقائهم، فأصبحت التهنئة الإلكترونية ناقلا للمشاعر الطيبة بين الناس. وبينما يلجأ البعض إلى كلمات تقليدية عامة كمنشور على صفحته، يصر آخرون على إرسال رسائل تحمل خصوصية إلى أصدقائهم وأحبائهم.