اعتمدت جهة مدريد التي تعد من بين أكثر الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي في إسبانيا تضررا من تفشي وباء ( كوفيد 19 ) سلسلة من التدابير والإجراءات التقييدية الجديدة على الحركة والتنقل ستشمل ابتداء من يوم الاثنين المقبل 37 منطقة صحية يبلغ تعداد ساكنتها 850 ألف شخص وذلك في محاولة لاحتواء انتشار العدوى ومحاصرة تفشي الوباء . وسجلت جهة مدريد 1553 حالة إصابة مؤكدة بفيروس ( كوفيد 19 ) في ظرف 24 ساعة الأخيرة وهو ما يمثل ثلث العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بإسبانيا الذي أعلنت عنه وزارة الصحة الإسبانية اليوم الجمعة والذي بلغ في المجموع 4697 حالة إصابة . ويعتبر معدل حالات الإصابة التراكمي وكذا عدد حالات الوفيات بالوباء والضغط الذي تعاني منه المستشفيات والمراكز الصحية بالجهة أعلى بكثير في جهة مدريد منه في بقية الجهات المستقلة الأخرى ما يجعلها من أكثر الجهات تضررا بالجائحة .
وأمام هذا المنحى التصاعدي الذي عرفته جهة مدريد خلال الأسابيع القليلة الماضية وفي محاولة لمواجهة الزيادة المقلقة في عدد حالات الإصابة أعلنت إيزابيل دياز أيوسو مساء اليوم الجمعة عن عدة قيود جديدة سيتم تطبيقها ابتداء من الاثنين المقبل من بينها تقليص التجمعات وحصرها في ستة أشخاص في مختلف المناطق التابعة للجهة بالإضافة إلى تدابير وإجراءات صارمة ستشمل 37 منطقة صحية بالجهة من بينها فوينلابرادا وهومانيس وموراليادي وموراليخا دي إينميديو وبارلا وخيتافي وسان سيباستيان دي لوس رييس وألكوبينداس .
وأكدت دياز أيوسو خلال ندوة صحفية أن معدل الإصابة بالفيروس في هذه المناطق الصحية يسجل أكثر من 1000 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة ( المعدل الوطني هو 8 ر 267 حالة ) وتقدر ساكنتها ب 850 ألف نسمة مشيرة إلى أنها تشكل مجتمعة نسبة 13 في المائة من مجموع ساكنة الجهة وسجلت بها نسبة 24 في المائة من العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالوباء على مستوى الجهة .
وأوضحت رئيسة الجهة أن من بين الإجراءات والتدابير التي سيتم اعتمادها تقييد حركة تنقل الأشخاص ابتداء من الاثنين المقبل باستثناء الحركة والتنقل للأسباب المهنية أو الصحية أو التعليمية كما سيتم تحديد الطاقة وساعات إغلاق المقاهي والمطاعم وكل المرافق الأخرى في العاشرة مساء .
وقالت رئيسة الجهة " نعلم أن الأسابيع الصعبة قادمة والوضع معقد للغاية " مشيرة إلى أن عدم احترام الحجر الصحي والتراخي الذي أبان عنه المواطنون وحتى داخل الأسر من بين إحدى الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تردي الوضع الوبائي بالجهة .
وشددت على أن هذه التدابير التقييدية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين المقبل لفترة أولية مدتها 14 يوما تندرج في إطار استراتيجية تم اعتمادها تهدف إلى احتواء انتشار العدوى عبر عدة مقاربات من بينها تكثيف إجراء اختبارات الكشف عن المرض وتقييد التنقل وضبط وتحديد الطاقة الاستيعابية للمقاهي والمطاعم وكذا أوقات الإغلاق وغيرها
وقالت إن " الهدف من كل هذا هو تجنب فرض الاحتواء الشامل وحالة الطوارئ بأي ثمن كان لأن ذلك سيشكل كارثة اقتصادية بكل المعاني " .
يشار إلى أن وزارة الصحة الإسبانية أعلنت اليوم الجمعة عن تسجيل 14 ألف و 389 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا من بينها 4697 حالة إصابة خلال 24 ساعة الماضية ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لحالات الإصابة بإسبانيا منذ بدء تفشي الوباء إلى 640 ألف و 40 حالة إصابة بينما يقدر عدد حالات الوفيات ب 30 ألف و 495 حالة .