حظي عازف العود المغربي، عز الدين منتصر، بتكريم خاص لدى افتتاح الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للعود، التي افتتحت يوم أمس الخميس بمدينة تطوان، وتمتد إلى غاية يوم الأحد المقبل، ببرنامج غني يحتفي بالتنوع الثقافي والانفتاح على الأخر والسعي لتكريس سجايا التسامح وإبراز وتشجيع التعابير الموسيقية الجميلة. تكريم الفنان عز الدين منتصر، خلال هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، اعترافا بمساهمة هذا الفنان المتميز، الذي له بصمة خاصة على فن الغناء والتلحين، ودوره في إثراء الخزانة الفنية المغربية والعربية ومساهمته في نشر قيم التسامح والانفتتاح. واعرب الفنان المغربي المحتفى به عز الدين المنتصر، في تصريح بالمناسبة، عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم، الذي له نكهة خاصة لأنه، بالنسبة له، يعد دافعا أكثر لمزيد من الابداع والتميز والتفاني في تطوير هذا الفن الأصيل، كما ان هذا التكريم هو اعتراف بمساهمته في إثراء الحقل الثقافي المغربي. وأكد الفنان منتصر ان المغرب يعد من الدول الرائدة في مجال موسيقى العود كما ان التوقعات بشأن هذا الاهتمام تبقى واعدة بتواجد فنانين يعملون جاهدين لتحقيق بصمة خاصة بهدف الحفاظ على هذا الفن المغربي العريق. والفنان عز الدين منتصر هو واحد من الملحنين المغاربة المتميزين، فبعد دراسته في المعهد الوطني للموسيقى، كرس حياته المهنية والفنية لتعليم وتلقين الموسيقى وتلحين الأغاني. ويتضمن ريبرتواره الخاص أكثر من 180 أغنية، وحصل على العديد من الجوائز من مصر والأردن والبحرين وتونس وفرنسا. ويندرج هذا المهرجان في إطار استراتيجية وزارة الثقافة الرامية إلى دعم الحركة الثقافية الوطنية وتنشيط الدبلوماسية الثقافية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، وبهدف تثمين مدينة تطوان كتراث وطني وإرث حضاري إنساني. وتشكل هذه الدورة كسابقتها، لحظات احتفاء خاص بالتنوع الثقافي والانفتاح على الاخر والسعي لتكريس سجايا التسامح وإبراز وتشجيع التعابير الموسيقية الجميلة، بهدف ابراز المؤهلات التراثية والفنية للمغرب عموما ولمنطقة تطوان خصوصا وإرثها الحضاري والفني، وكذا منح ساكنة تطوان لحظات الاستمتاع بهذه الموسيقى الراقية والتي ترسخت كتقليد فني وثقافي بالمدينة. وستشهد الدورة الحالية مشاركة نخبة من عازفي العود من المغرب والخارج، سيلتقون لخلق فسحة فنية بديعة وتبليغ رسالة الموسيقى السامية التي لا حدود لها مع السعي للارتقاء بالأذواق والتعبير عن مغرب منفتح على كل الثقافات والحضارات ومؤمن بمبادئ التسامح والحوار بين مختلف الشعوب. وسيتم بمناسبة هذه الدورة منح جائزة "زرياب للمهارات 2015"، التي تقدمها وزارة الثقافة و المجلس الوطني للثقافة والفنون التابع لمنظمة اليونسكو ، لمجموعة جبران الفلسطينية، التي لها شهرة عالمية ومكانة متميزة على الساحتين العربية والدولية، ويعتبر في "ظلال الموت" آخر ألبوماتها الموسيقية. ويتضمن برنامج هذه الدورة عروضا فنية لكل من جمعية هواة العود من سلطنة عمان وعلاء شاهين (الأردن)، وثلاثي العود قافلة (المغرب)، وعلي تخت (الإمارات العربية المتحدة)، والثلاثي جبران (فلسطين) والثنائي محمد والبشير الغربي (تونس)، ومجموعة عمر البشير (العراق) ومجموعة لاء الزويتن (المغرب)، اضافة الى لقاء مفتوح مع الثلاثي جبران، مع عرض فيلم وثائقي عن تجربتها الموسيقية الفريدة من نوعها. كما سيتم في إطار برنامج الدورة تنظيم أنشطة موازية، بما في ذلك لقاءات مفتوحة مع الفنانين، وعروض في الفنون التشكيلية والبصرية يقدمها الفنان محمد بابا وتشكيليون آخرون من تطوان، وماستر كلاس حول آلة "العود" لفائدة طلبة المعاهد الموسيقية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، و تحت إشراف الفنان الأردني علاء شاهين. وكانت الدورة السابقة كرمت الملحن والمبدع المغربي شكيب العاصمي على غرار التقليد الذي سنه منظمو التظاهرة طيلة الدورات السابقة، يحتفي بواحد ممن صنعوا مجد الاغنية المغربية المعاصرة ،وهو تكريم لكفاءاته العالية في الابداع الموسيقي وفي تدبير الشأن الموسيقي من خلال المسؤوليات التي تحملها ،وكذا تقديرا لجهوده في تطوير الموسيقى المغربية وإغناء الخزانة الموسيقية الوطنية.