"باعتباري واحدا من سكان هذه المدينة، وفاعلا في نسيجها الجمعوي، ومتتبعا لشأنها المحلي، ارتأيت أن أنال شرف تاليف كتاب عن الملك وطنجة." هكذا عبر الفاعل الجمعوي ورئيس جمعية نهضة طنجة عبد الرحيم الكمراوي، في كتابه الجديد المسمى ب " طنجة في عهد محمد السادس، قصة ملك ومدينة". ويحاول عبد الرحيم الكمراوي في كتابه هذا أن يؤرخ للأوراش الهيكلية التي خلقها الملك محمد السادس في كل المجالات والقطاعات بطنجة، في إطار رؤية تنموية شمولية، منذ أن كان الملك محمد السادس وليا للعهد، كما أنه يراهن داخل صفحات الكتاب على إبراز سمات الرعاية الملكية لمدينة بحجم طنجة. ولم ينسى الكاتب في بداية الكتاب إلى مكانة ومجهودات والي جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد اليعقوبي في إنجاح هذه الأهداف التنموية وبلورة رهاناتها، فقد حظي بثقة ملكية عالية نظرا لحسن تدبيره للمجال الترابي وغيرته الوطنية، وقدرته على التعاطي البناء مع أوراش التنمية وأهداف الإستثمارات الكبرى، سواء في طنجة أو الجهة عموما، وأكد الكمراوي الدليل على هذا هو ما يشهده الآن المجال الترابي للجهة من تطورات إيجابية منظورة من طرف الجميع، والكل يثمنها. وقد حقق الكمراوي داخل الكتاب نوعا من التكاملية بين الفصول المختلفة والتي بلغت إلى نحو 16 فصل، يثمن بها الأعمال التنموية للملك محمد السادس. ووثق هذه الأعمال بصور تشيد بالمشاريع والأوراش الملكية في مدينة طنجة، مدعما كل فصل بمقتطفات مختلفة من الخطابات والرسائل الملكية السامية. كما تم تسليط الضوء في كل فصل على مرحلة من المراحل التنموية لمدينة طنجة، بدءاً من تولي محمد السادس العرش إلى يومنا هذا، وما خلفه من أثر إيجابي في أنفس سكان طنجة والجهة بأكملها، هذا ناهيك عن المشاريع الإقتصادية والتنموية التي عادت بالخير على الساكنة، كمشروع ميناء طنجة المتوسط ،الملعب الكبير ، مشروع "رونو" لصناعة السيارات، المنطقة الحرة الصناعية، القطار الفائق السرعة... بالإضافة إلى سلسلة متواصلة من المشاريع الإجتماعية الهامة ك محاربة الفقر وتدعيم التضامن الإجتماعي وتكريس قيم التضامن، ضمان الإنصاف والعدالة بين الجنسين، تشجيع مشاركة النساء في النمو الإقتصادي... وعرج الكمراوي فيما بعد على أهم أعمال واستثمارات الملك محمد السادس، والتي وصل صيتها إلى أوسع مدى على الصعيد الإعلامي الدولي، إذ خصصت مجموعة من الصحف الشهيرة الأوسع إنتشارا داخل أوربا، صفحات خاصة للحديث عن المشاريع العملاقة لمدينة طنجة الكبرى، والأكثر من ذلك أنها واكبت إنجاز هذه المشاريع من بداية انطلاقها إلى تدشينها. وختم كتابه بعرض النص الكامل للرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المجلس الوطني لإعادة تأهيل المدينة التاريخية لطنجة، وكيف كانت في عهد الملك محمد الخامس التي اتخذها منبرا للتذكير والتأكيد على الثوابث الراسخة للأمة المغربية، وما لطنجة من ميزة خاصة بوصفها قلعة إشعاع وصلة وصل بين باقي ربوع المملكة والعالم الخارجي حتى أنها تحولت في بعض الحقب إلى شبه عاصمة دبلوماسية.