على بعد أسابيع قليلة من حلول شهر رمضان المبارك، الذي يكثر فيها إقبال المواطنين على مادة التمور، عادت إلى الواجهة موضوع التطبيع الاقتصادي والتجاري مع إسرائيل، الذي يتجسد في غزو منتجات هذه الأخيرة للأسواق المغربية، حيث أثير هذا الموضوع على لسان ناشط حقوقي مناهض للصهيونية، الذي أكد أن تمور هذا الكيان تحضر على موائد المغاربة في رمضان بشكل كبير، نظرا لتواجدها الوفير في أسواق المدن المغربية، مثل طنجة. الناشط الحقوقي المغربي، سيون أسيدون، ومن خلال حوار له ضمن برنامج إذاعي، بثته محطة "كاب راديو"، أوضح أنه في الوقت الذي بدأت فيه الجهود التي يقوم بها النسيج العالمي لمناهضة الصهيونية، باعتباره أحد نشطائه، تؤتي أكلها، خاصة في أوروبا، فإن الغزو الاقتصادي للسوق المغربية بمنتجات إسرائيل، ما يزال مستفحلا، لا سيما عبر مادة التمور، التي يستوردها تاجر معروف في طنجة، الذي يقوم بإغراق أسواق مدينة "البوغاز" بها. وأشار أسيدون المؤمن بالديانة اليهودية، أن نتائج تحركات اللوبي المناهض للتطبيع مع إسرائيل، صارت مصدر قلق لمسؤولي هذا الكيان، إلى درجة صدور تهديد قادة هذا الحراك المدني بالقتل من أحد المسؤولين الإسرائلين. ولم يتردد الحقوقي المغربي، في انتقاد التطبيع مع إسرائيل في بعده العسكري، معتبرا أن ذلك يشكل خطرا على الأمن القومي، كما في حالة المغرب، الذي قام مؤخرا باقتناء طائرات مراقبة إسرائيلية من دون طيار، التي بإمكان الشركة المصنعة لها التحكم فيها إلكترونيا، والاستفادة مما تنقله من معلومات وأسرار عسكرية. يذكر أن سيون أسيدون، هو من مواليد 1948 بمدينة آسفي، ناضل في صفوف الحركة التلاميذية وصفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واليسار المغربي، حيث اعتقل سنة 1972 في إطار حملة اعتقالات من طرف السلطات المغربية آنذاك على اليسار المغربي والحركة الماركسية بصفة خاصة، قبل أن يطلق سراحه بمقتضى عفو على إثر الحركة التضامنية في بداية الثمانينيات مع المعتقلين السياسيين بالسجن المركزي بالقنيطرة.