من ينقد أهل الشمال من أمانديس؟ من يخلصهم من كابوس يصيبهم بالأعصاب والسكري وضغط الدم وكل أمراض الغضب بتلك الأموال الطائلة التي تمتصها منهم فواتير خدمات هي للأسف حيوية وهي الماء والكهرباء ؟ إن أسعار هذه الخدمات في الشمال من أغلى ما هو موجود في العالم بأسره وليس فقط بالمغرب. لقد سبق لي أن كتبت لمرات ومرات مطالبا السلطات المكلفة بالإشراف على هذه القطاعات بأن تراقب و تحقق في التجاوزات التي تعرفها فواتير أمانديس على حساب القوة الشرائية للمواطن الشمالي التي تستنزف من جيبه مبالغ خيالية على رأس كل شهر لتحولها وبالعملة الصعبة نحو بلاد العم ساركوزي. كتبت ولكن يبدو أن صرختي وصرخة أهل الشمال ظلت في وادي سحيق لا يجيب عنها أحد. بل الأدهى أن مجلس جماعتنا الموقر وعمدته المغضوب عليه من طرف طنجاوة "ماكفاهش الفيل زاد الفيلة وباغي يشعل الفتيلة" ومنح في صفقة مشبوهة لشركة تابعة لأمانديس تسيير مرفق الإنارة العمومية لتتضاعف بذلك عقدة أسعارها التي لا تزداد إلا إحكاما حول أعناق سكان طنجة . إنني اليوم وبقلب مستنكر لما جرى ويجري و لا نعلم عنه شيئا مادام بقاء أمانديس ومنحها تسيير مرفق الإنارة العمومية قد تم رغم أنف الطنجاويين الذين طالبوا ويطالبون برحليها ورغم حملات الاحتجاجات التي قام بها المواطنون ضدها حيث أنه من المفروض أن يكون صوت المجلس مع صوت المواطنين لا ضد التيار, وحيث أنه من المفروض أن يستمع هذا المجلس لنبض الشارع الذي طالب ويطالب بإلغاء عقدة أمانديس لا أن يزيد الشحمة في ك....المعلوف. كيف يتم الصمت عن كل هذا بينما يمكن لأي مسؤول أن يتحقق من مغالاة أمانديس في تقدير فواتيرها ويلغي عقد الدولة معها بكل سهولة ويسر .. كيف لا يعمل هؤلاء المسؤولون على منع هذه الدجاجة التي تبيض بدل الذهب ماسا و زمردا وياقوتا. كيف لا يعمل هؤلاء المسؤولون وما هو مفترض أن يعملوه ويمنحوا تدبير قطاع الماء والكهرباء لشركة مغربية وما أكثر الشركات المغربية القادرة على إنجازها يفوق الخيال في هذا القطاع وما أكثر الأثرياء المغاربة من ذوي الشواهد الدولية في هندسة الماء والكهرباء وكل ما يتعلق بتدبير هذه الخدمات .. أليس هؤلاء بأولى من الغرباء الذين لا يرحمون لا الفقير ولا الغني .