أجمع المشاركون في لقاء نظم بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة، أمس السبت، على أن تطور المجال السياحي بأصيلة رهين بالقيام بعدد من التعديلات والمشاريع الهادفة لاستقطاب عدد كبير من السياح الأجانب من مختلف بقاع العالم. وأكد المتدخلون، خلال هذه الجلسة الافتتاحية لأسبوع أصيلة السياحي الرابع، المنظم من طرف رابطة الفاعلين في القطاع السياحي، تحت شعار "السياحة الجهوية من الأصالة المبدعة إلى المعاصرة الفعالة"، أن مدينة أصيلة هي مدينة سياحية بمقومات ضعيفة، تفتقد للمؤهلات التجهيزية كالفنادق ومكاتب الإرشاد والمركبات السياحية، إضافة إلى المشاكل التي تعيشها خلال موسمية القطاع. وقال مندوب الإقليمي لوزارة السياحة بطنجة "سعيد العباسي" في كلمة بالمناسبة، أن مدينة أصيلة تستحق هذا الإهتمام من أجل الرفع من مستواها السياحي والنهوض به، كإنشاء مكاتب للمعلومات السياحية في قلب المدينة، وتجنيد فاعلين سياحيين بالمركز الجهوي للسياحة، والعمل على الرفع من استراتيجية التسويق خاصة بالسوق الإسباني الذي يعتبر أول بلد مرسل للسياحة. وأضاف "العباسي" بأنه يجب تكثيف الجهود لغزو هذه الاسواق التي فقدتها أصيلة وذلك عبر التواصل مع مسؤولي مطار ابن بطوطة الدولي الذي يعتبر هو المدخل الرئيسي والضامن لسياحة الإقامة بأصيلة، إضافة إلى تنظيم ندوات ثقافية فنية ورياضية وإنشاء وكالات متعددة للأسفار، وخلق فرص للشغل داخل المدينة والذي هو بمثابة هاجس يعيشه المواطن في أصيلة. واقترح "العباسي" في هذا السياق بعض الحلول من أجل تدبير هذه المشاكل وتجاوزها كإبرام اتفاقية شراكة مع المركز الجهوي للسياحة بأصيلة وغرفة التجارة والخدامات لإنشاء المكتب المعلومات والحرص على استمراريته، ثم تنظيم ندوات ثقافية فنية ورياضية وبرمجتها خلال الموسم المنخفض في السنة، موضحا أنه سيرسل لجنة مختصة بجودة الخدمات ومراقبة الأثمنة داخل المطاعم والمحلات التجارية. ومن جهته أشار "سعد الجباري" رئيس رابطة الفاعلين السياحيين بأصيلة، إلى الإسهامات التي قامت بها جمعيته من أجل ترشيد القطاع السياحي بأصيلة كإقامة لوحات ترشيدية بمداخل المدينة القديمة، وأخرى على الطريقين المؤديين إلى شاطئ الرميلات، ويأتي هذا في غياب أي دعم من أي جهة باستثناء ما تتلقاه الجمعية من مجلس السياحي بجهة طنجةتطوانالحسيمة، وكذا الدعم الذي تتلقاه من المنتدى الثقافي لأصيلة بفتحها للمركز الحسن الثاني للمتلقيات في وجه أنشطة الجمعية. وأبان سعد الجباري عن مواصلة الجهود خاصة فيما يتعلق بإنشاء مكتب للإرشاد السياحي بأصيلة والذي كان مطلبا ملحا من الرابطة منذ مطلع سنة 2010، وذلك بسبب غياب آذان صاغية من طرف الجهة الوصية. ومن جانبه، أعرب ممثل مندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بطنجة الزوبير بوشتى عن تأسفه لعدم وجود متاحف فنية للفن التشكيلي والأركيولوجي بأصيلة، خاصة أنها مدينة معروفة بإرثها الثقافي والفني، داعيا في الوقت ذاته إلى الإهتمام بما يعرف بثقافة البحر التي هي جزء مهم من السياحة الداخلية للمدينة. وخلص المشاركون في هذه الندوة إلى أن القطاع السياحي في أصيلة يحتاج إلى تطور لتحقيق نقلة نوعية حتى يكون بالإمكان من الرفع والرقي بالسياحة وربطها بالثقافة، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا عن طريق دعم المجلس الجهوي والوزارة السياحية الممثلة من طرف المندوبية للسياحة لتفادي مشكل العشوائية والإرشاد السياحة الغير مقنن، خاصة وأن مدينة أصيلة تحضى بنصيب كبير من السياح في موسمها الثقافي.