أبيت عن نفسي أن أخوض في لجج السياسة ومكر الباعة ودهاء الثعالب الشابة والذئاب العجوزة.. إﻻ أني وجدت نفسي هذا الصباح امام ثورة قام بها القلم علي. فسبَّني ولعنني وكال لي الشتائم..وقال لي قولا ثقيلا. أنت تكتب عن الحبّ والشّعر، والناس تتصارع على لقمة العيش. فقد استكبر في هذا البلد كل شيء حتى البيض والبصل..!!؟ فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ووضعت رأسي تحت المخدة فتركت القلم يخط ما يريد وما يثور في عقله ويختلج في فؤاده من ألم في الروح وغصة في الحلق وغيرة على هذا الوطن المختطف.. تبا للسياسة في البلد وسائس وما ولد.. لقد خربت الوطن والشجر واغتالت البشر والحجر.. ستون عاما ونحن ننتظر..وما هبّت علينا سوى اللعنات، ورياح الفقر والحرمان وعواصف الجوع والعطش في هذا البلد السعيد تذرونا في كل الاتجاهات. أحلام جيلنا وجيل من قبلنا وبعدنا كنست وتكنس مع النفايات في القمامات.. السياسة في البلد اصبحت استرزاقا وسمسرة واستثمارا.. فتبا للسّاسة وماولدنَ.. ستون عام ويزيد ونحن نتجرع كؤوس الوعود ونشرب الخمور الرديئة..فلا تحقق حلم وﻻ قامت نهضة لا وفَى الساسة بما وعدوا به الشعب..وﻻ أصبحنا دولة لاحية وﻻ صناعية وﻻ دولة نووية كما أشاع الشياطين الروس لعنهم الله. تبّا وألف تبّا على سياسيينا الأشاوس على الشعب. فما يصلن إلى الكراسي والمناصب يغيّرون أرقام الهواتف والزوجات. ويمزقون برنامج الحزب الذي وعدوا الشعب بتحقيقه، ويجعلوا ممن امتطوا على اعناقهم حتى فازوا بالمقاعد أعداء وخصوما.. فقربوا إليهم كل زنديق وسياسي عفن..واأعدوا عنهم كل غيور ناصح أمين.. لقد كفر الشعب بالهتكم الورقية وتماثيلكم الطينية.. لقد مل الشعب من ترهاتكم ومن أكاذيبكم التي ﻻ تنتهي حلقاتها كمسلسل مكسيكي مدبلج.. حتى بتنا نعيش عصرا تكبُّر فيه البصل على البشر..فتبا لسياستكم التفقيرية.. فاللهم هذا منكر.. واللعنة والغضب على سياسيي هذا البلد وأبو لهب.. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..