مشكل الزيادة في ثمن البيض ليس إلا واجهة خفيفة لزيادات كثيرة تطال المواد الاستهلاكية الأساسية ، والتي تلمس بشكل مباشر الطبقة الكادحة والفقيرة في منظومة الأسر المغربية ككل. اسأل أي ربة بيت عن المواد التي ارتفعت في السوق ستعطيك تفاصيل لن تجدها في فقرات الأخبار على التلفاز، أو على صفحات الجرائد ،إنها تعرف التفاصيل الملموسة الواقعية . ستحكي لك بمرارة عن الصعوبات التي تلقاها كلما ذهبت للسوق ،وليس في يدها سوى بضع دراهم من أجل وجبة الغذاء والعشاء في آن واحد، وإن حالفها الحظ ربما تشتري بعض الفواكه لأسرتها . نحن نتحدث عن هذه الأسرة ومثلها كثير في بلدنا ، هؤلاء هم من يتأثروا بشكل أو بآخر من هذه الزيادات التي أصبحنا نتفاجأ بين الفينة والأخرى بزيادة في الزيت والدقيق ومواد أخرى ، ناهيك عن الزيادات في شهر رمضان المبارك ، دون حسيب أو رقيب .. وغالبا ما تظهر هذه الزيادة بشكل واضح في الزيادات التي تطال المواد الغذائية الأكثر استهلاكا للمواطن المغربي . ورجوعا لموضوع البيض ، فالبيض مادة لا يكاد أي بيت بسيط يخلو منه ، وهو عنصر مهم في وجبات المغاربة البسطاء ، بالعربية تاعرابت "مكلة ديال درواش" ، بيضة مقلية وكأس من الشاي كفيلة بسد رمق الجوع . فحتى البيضة زيدتو فيها ..؟؟ تريدون قتل كل شيء في المواطن ، قد يقول قائل هذه مضاربة السوق وحال التجارة .وربما أصاب مرض معين الدجاج فتأثر إنتاج البيض بذلك ؟ لذا فالسؤال هو : أين رقابة الدولة على هؤلاء ..؟ أين جمعيات حماية المستهلك ... ؟؟ هناك زيادات عديدة وعديدة جدا في المواد الغذائية الأساسية للمواطن المغربي ،ومنها الزيادة التي وقعت للبيض، ربما يخرج صوت من هناك ويضحك على قيمة الزيادة ، باستطاعته ذلك ... لأن آخر همّه هو التفكير في 0.50 درهم كزيادة في ثمن البيض ، سيقول لك " متما والو" ...؟ طبعا " ما تما والو " لأنكم أخذتم كل شيء وتركتم لنا مصطلح "والو" ...؟؟ نتمنى مستقبلا أن يتم حل مشاكل المستهلك المغربي البسيط ، فالزيادات تشتكي من كثرة الزيادات في السنوات الأخير ، نريد أن نسمع مصطلح " تخفيض " لقد اشتقنا لسماعه .