وجه شاب إكتشفه المغاربة لأول مرة على الشاشة الصغيرة خلال رمضان 2019 في “رضاة الوالدة”، سلسلة أبدعت في إخراجها زكية الطاهري مستعينة في ذلك بسيناريو محبوك ببراعة. تقمصت يسرى بوحموش دور ليلى، الزوجة الشابة الساذجة والهادئة والمتفانية إلى إقصى الحدود، غير أن هذا الدور يتناقض مع الطابع الصارم ليسرى بوحموش، حيث يوحي إسهابها في الكلام بقوة شخصيتها ،وتعطشها للنجاح ورؤيتها الواضحة للمهنة التي تريد أن تزاولها. ومن أجل التجسيد الأمثل لهذ الدور، عملت الفنانة الكوميدية على اكتساب وزن زائد كي تبدو أكبر سنا وأكثر إيحاء على العطاء، كما عززت تعبيراتها الجسدية، وحركات يديها وعينيها، وكذا صوتها ولكنتها. وتتوارى خلف هذه النظرة الملائكية، جرأة، وشخصية حساسة ومبهمة في آن، تسعى وراء الهروب المستمر، والإيهام، والأحلام، كما تروم اكتساب التجارب الغنية، والمعرفة. لا شي يعادل سحر الفن، وفضل المسرح وغرائبية السينما في مواكبتها وإشباع طموحها. ولا شي يقوم مقام أسرة الفنانين، والأسرة الكبرى المتمثلة في المتفرجين، الذين يستقبلونها بالأحضان، يتبنونها، ويحيطونها بالتقدير الذي تعمل جاهدة لنيله . إستقرت يسرى على اختياراتها، لعل أهمها اتخاذ مسارات متعددة في الحياة، وأداء عدة أدوار ، وتقمص مختلف الشخصيات قدر الإمكان ، لاسيما تلك التي تختلف جذريا عن حقيقة شخصيتها. ولهذا لم تتردد في متابعة تكوين مهني للفنانين (2013- 2015) بمدرسة التمثيل بباريس. كما حصلت على دبلوم مخرج مساعد للأعمال السينمائية والسمعية البصرية في المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس (2016-2018). وسعيا منها إلى بلوغ المستوى العالمي ذات يوم، دأبت على حضور دروس مكثفة لتعلم اللغة الإنجليزية في لندن خلال سنة 2015 من أجل إتقان لغة شكسبير. وقد تمكنت من إظهار موهبتها في غضون سنة من العمل في الوسط الفني المغربي. يبدو جليا أنها تدرك المعيقات التي تعتري المجال السينمائي في المغرب، لاسيما تلك المرتبطة بقلة الإمكانيات والوقت. وهو الأمر الذي يعيق عادة ممثلينا المدعوين في بعض الظروف الصعبة للتضحية من أجل إنجاح مشروع : توفير أزياء التمثيل، وضع المكياج، تصحيح الحوار أو حتى السيناريو … كل هذا يدفع الممثلة الشابة إلى إدارة حياتها المهنية وصون صورتها بذكاء من خلال اختيار المشاريع الواعدة التي يتم تنفيذها بطريقة احترافية. وقد كان للجمهور موعد آخر على شاشة التلفزيون مع الممثلة الشابة، وذلك في المسلسل القصير “المدني”، الذي أخرجه يوسف بريطل وبثته القناة الأولى. أدت خلال هذا المسلسل دور يطو، أخت الشخصية الرئيسية. يتعلق الأمر هنا بأولى تجارب يسرى التي تمكنت، في سعيها للحصول على الدور الرئيسي، من تدشين انطلاقة مطبوعة بالحيوية، عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية كما هو حال الجيل الجديد. علاوة على ما تتيحه سيرتها الذاتية التي تجمع بين التمثيل والمساعدة في الاخراج من آفاق. وقد شاركت في مشاريع مختلفة في المغرب، من قبيل دبلجة النسخة الفرنسية لفيلم “آدم” لمريم التوزاني، والمشاركة كمساعدة مخرج وممثلة في الفيلم الروائي “رهينة” للمهدي الخوضي. هكذا تراكم يسرى تجاربها. وهي مستعدة للتعلم على الدوام، والإستئناس بصورتها، إذ كانت الفنانة الكوميدية تجد صعوبات في النظر إلى نفسها على الشاشة في البداية، ساعية دوما لتحسين أدائها.