بات خيار اللجوء إلى تحلية مياه البحر، مطروحا بقوة في أجندة الجهات المسؤولة، من أجل مواجهة أزمة الماء التي تواجه منطقة طنجة، في وقت يعرف فيه الطلب على مادة الماء الشروب تزايدا كبيرا. وأظهرت بيانات صادرة عن وكالة الحوض المائي “اللوكوس”، تم تقديمها خلال أشغال الدورة العادية لمجلس عمالة طنجةأصيلة لشهر يناير، أن الطلب على الماء الشروب بالمنطقة، ارتفع من 78 مليون متر مكعب إلى 155 مليون متر مكعب. وتشير البيانات الرسمية ذاتها، أن حاجيات مدينة طنجة وحدها من مادة الماء الشروب، تشكل 50 في المائة من مجموع الطلب على المستوى الجهوي. ويقابل هذا التزايد في الطلب، حسب نفس المصدر، تراجعا كبيرا في منسوب حقينة السدود بالمنطقة، ّإذ سجلت حقينة سد تاسع أبريل إلى غاية دجنبر 2019، تراجعا من 78,2 مليون متر مكعب بنسبة ملء 26 في المائة، مقابل 124 مليون متر مكعب بنسبة ملء 41 في المائة خلال نفس الفترة من سنة 2018. ولمواجهة هذا الوضع، تقترح وكالة الحوض المائي اللوكوس، إنجاز منظومة مكونة من سد جديد على وادي عياشة وجلب المياه من حوض اللكوس لضمان تأمين طنجةأصيلة بالماء الشروب. ونبه تقرير الوكالة، على أن اللجوء إلى تقنية تحلية ماء البحر، يبقى خيارا مطروحا رغم التكلفة المالية الباهظة، إذ يتطلب تحلية متر مكعب واحد من مياه البحر، ما قيمته 10 دراهم. وسبق للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن اقترح بعض الحلول على غرار توفير التمويل اللازم لتقوية تزويد مدينة طنجة انطلاقا من سد 9 أبريل وتعبئة الجوانب الميتة من سدي 9 أبريل و ابن بطوطة، وهو ما قد يوفر 30 مليون متر مكعب، مضيفا في السياق ذاته أن الحلول المستدامة لهذه الإشكالية تتمحور حول تعزيز تزويد هذه المنظومة انطلاقا من سدي دار خروفة والخروب بإقليم العرائش.